عبد الرزاق القاروني
بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز، نظمت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يوم الثلاثاء 28 أبريل 2015 بمقر مدرسة الطيب المريني بمراكش، حفل توزيع هبة تتكون من مجموعة من الدراجات الهوائية على عدد من تلميذات وتلاميذ المؤسسة المحتضنة لهذا النشاط، وزميلاتهم وزملائهم بكل من مدرسة أم الفضل بمراكش ومجموعة مدارس أولاد محمود بإقليم الرحامنة.
وفي بداية هذا الحفل، ألقى السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، كلمة قال فيها إننا نلتئم في هذا اليوم المبارك، بهذه المؤسسة التربوية الجميلة، بأطرها الإدارية والتربوية، وبفضائها وبكل من اشتغل ويشتغل معها من مجتمع مدني ومؤسسات عمومية ومقاولات مواطنة، من أجل توزيع مجموعة من الدراجات الهوائية، التي تكرمت بها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة على تلامذتنا، والتي لها أثر إيجابي على التمدرس.
وأضاف أن جهة مراكش تانسيفت الحوز هي جهة معروفة بنسب فوق النسب الوطنية للهدر المدرسي، لكن بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل ما تقوم به الدولة المغربية والجمعيات والمقاولات المواطنة من دعم اجتماعي، تمكننا، سنة بعد سنة، من تحسين مؤشرات الجهة، التي هي في اللون الأخضر، مشيرا أن ما حققناه يبقى دون طموحنا.
وأوضح أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة قد قامت بمجهودات جبارة، منذ سنوات، بهدف تحسين فضاءات المؤسسات التعليمية، وبغية جعل ثقافة حماية البيئة تلج هذه المؤسسات، إضافة إلى قيامها اليوم، إلى جانب كل ذلك، بخطوة إيجابية، سيكون لها، بكل تأكيد، أثر إيجابي، مقدما جزيل الشكر، باسم الحضور وباسم حوالي 750 ألف تلميذة وتلميذ و30 ألف أستاذة وأستاذ بالجهة، لسمو الأميرة الجليلة للا حسناء، وكذا لأطر المؤسسة، وكل المتدخلين الذين ساهموا في تحسين نوعية الدعم الاجتماعي بالجهة، ومتمنيا لكافة التلميذات والتلاميذ نهاية موسم دراسي جيدة، دون أن ينسى تقديم الشكر، كذلك، لجميع الأستاذات والأساتذة، سواء على صعيد هذه المؤسسة أو بالجهة، على كل ما بذلوه ويبذلونه من أجل إسعاد التلميذ المغربي، الذي هو سبب وجودنا في هذا القطاع.
ومن جهتها، تناولت الكلمة السيدة لبنى الشاوني، ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، لتشكر الحضور على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مقدمة إليهم ومن خلالهم إلى أستاذات وأساتذة ومتعلمات ومتعلمي المدارس الحاضرة في هذا اللقاء، جزيل الشكر والامتنان، ومهنئة إياهم على انخراطهم الطوعي في برنامج المدارس الإيكولوجية، الذي تتشرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بإنجازه منذ تسع سنوات، عبر شراكة متميزة وفعالة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
وأكدت أن ترشيد سلوك المتعلمات والمتعلمين تجاه المحافظة على النظم البيئية والموروث الطبيعي، وإكساب المواطن الصغير ثقافة بيئية تؤهله للمشاركة الإيجابية في المجهود الوطني لحماية البيئة، وتفتح آفاقه على كل ما ينجز وطنيا وإقليميا وعالميا سيؤدي، لا محالة، إلى تنمية مستدامة.
وأبرزت أن من بين السلوكيات الصديقة للبيئة، ارتأت المؤسسة، بشراكة مع كل الفاعلين الحاضرين معنا، تشجيع استعمال وسائل النقل غير الملوثة كالدراجات الهوائية، مشيرة أن هذه المبادرة تعتبر امتدادا للعملية المنجزة سنة 2012، والتي مكنت من توفير 500 دراجة هوائية لأطفال وشباب واحة النخيل بمراكش، وذلك في إطار برنامج حماية وتنمية هذه الواحة، وموضحة أن خاصية هذه العملية، اليوم، هو توسيع مجال الاستفادة على مستوى الجهة، عبر توفير 302 دراجة هوائية لفائدة أطفال المستوى السادس بمجموعة من المدارس المنخرطة في برنامج المدارس الإيكولوجية.
وبدوره، ألقى السيد عبد الصمد بلكامل، مدير مدرسة الطيب المريني، كلمة قال فيها إنه لشعور رائع أن تحظى هذه المؤسسة، خلال الموسم الدراسي الماضي، بزيارة الأميرة الجليلة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وكان ذلك يوم 28 أبريل، مبرزا أنه في نفس اليوم، حيث يعيد التاريخ نفسه، تحظى مدرسة الطيب المريني، مرة أخرى، بالتفاتة هذه المؤسسة، في شكل هبة تروم دعم تلاميذ القسم السادس بالدراجات الهوائية، للتخفيف من معاناة تنقلهم من الإعدادي إلى بيوتهم، وكذا قصد غرس الثقافة البيئية في نفوس التلاميذ والتشبع بها، والالتزام بالاستمرارية في نهج سلوك المدارس الإيكولوجية من جيل لآخر، انطلاقا من الأقسام الأولى للتمدرس.
أما السيد الطيب الأنمناري، رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مدرسة الطيب المريني، فتناول الكلمة ليقدم عبارات الشكر والامتنان للأميرة الجليلة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، على هذه البادرة النبيلة تجاه تلاميذ المؤسسة، حيث وعدت وأوفت، وكذا للطاقم الإداري والتربوي بالمؤسسة، ولكل من سهر على استفادة هؤلاء التلاميذ من هذه الهبة، التي تأتي كمساهمة كبيرة للتخفيف من معاناة التنقل من المدرسة وإليها، وللحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وللتحفيز على التنافسية والتميز لنيل شرف الاستفادة منها.
ثم قدم جزيل الشكر، أيضا، لكل من ساهم، من قريب أو بعيد، في إعداد هذا الحفل من أكاديمية ونيابة التعليم بمراكش، ومختلف شركاء المؤسسة، مثمنا جهود إدارة هذه الأخيرة، وتضحيات أساتذتها لتربية وتعليم التلاميذ، والرفع من جودة الأداء التربوي، والمساهمة في إشعاع المؤسسة.
إلى ذلك، عرف هذا الحفل قراءة الفاتحة على أرواح التلاميذ الأبرياء ضحايا فاجعة طانطان، وروح الفقيدة وفاء الشرقاوي، أستاذة بمدرسة الطيب المريني، التي وافتها المنية، خلال الأيام القليلة الماضية، إثر نوبة قلبية ألمت بها بمقر سكناها بمراكش.
حضر فعاليات هذا الحفل، الذي تعاقب على تنشيطه كل من السيد حسن نبيه الكاتب العام لجمعية الآباء بالمؤسسة، ومدير مجموعة مدارس تدارت بإقليم الحوز، والسيد مدير المدرسة المحتضنة لهذا النشاط، السيد عبد الواحد المزكلدي، نائب الوزارة بمراكش، وبعض رؤساء المصالح بالأكاديمية والنيابة، ومديرو المؤسسات التعليمية المستفيدة من هذه الهبة، وممثلو السلطات المحلية والهيئات المنتخبة، والعديد من شركاء المؤسسة، وأطر قطاع التربية والتكوين على صعيد الجهة.