بوزنيقة 27 و28 دجنبر 2965 الموافق لـ 09 و10 يناير 2016
تأتي المناظرة الوطنية الأولى للحركة الأمازيغية التي نظمت أيام 09 و10 يناير 2016 ببوزنيقة استمرارا للتراكم الذي شكلته الحركة الأمازيغية طيلة مسارها، وفي سياق سياسي وطني جديد يتسم بالتراجعات الخطيرة في قضايا حقوق الأفراد والجماعات وضمنها القضية الأمازيغية كما تأتي في سياق تفاعل ميداني ونضالي بين مكونات الحركة بصدد تعاطيها مع مستجدات الساحة السياسية والإيديولوجية وطنيا ودوليا وبإعداد أدبي مشترك بين مختلف التنظيمات والتنسيقات والفعاليات الأمازيغية الرامية إلى تقوية العمل الأمازيغي المشترك مع السعي إلى تجديد الخطاب وتطويره.
وقد شارك في أشغال المناظرة حوالي 260 مشاركا ومشاركة يمثلون:
جمعيات وطنية أمازيغية، جمعيات محلية، شبكات وتنسيقات جمعوية وطنية وجهوية، حركات احتجاجية واجتماعية، جمعيات مهنية، فعاليات ومثقفي الحركة الأمازيغية، فنانون وإعلاميون في إطار تمثيلية جغرافية غطت مختلف مناطق المغرب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
انطلقت المناظرة بكلمة افتتاحية للسيد عبد الله بادو رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، تناول فيها سياق المناظرة ودواعي تنظيمها ورهاناتها، والسيد رشيد الحاحي عن التنظيمات والتنسيقات الأمازيغية تطرق في كلمته إلى راهنية العمل الأمازيغي المشترك والدعوة إلى استثمار فرصة هذا اللقاء الأمازيغي الواسع في المرور إلى خطوة نضالية مشتركة للحركة الأمازيغية بهدف إنصاف فعلي وعادل للأمازيغية بالمغرب.
في نفس الإطار تم عرض شريط وثائقي من إعداد السيد أحمد ليديب الذي تناول أهم المحطات من تاريخ المقاومة المسلحة الأمازيغية، وشخصياتها التي قدمت ما يزيد عن 700 ألف شهيد من أجل تحرير أرض المغرب، وقناعاتها النضالية التي تنهل منها الحركة الأمازيغية إلى اليوم.
إن الحركة الأمازيغية اليوم واعية بأدوارها المستقبلية ومعتزة بتاريخها الذي تم استعراض جزء منه في شريط صور يوثق مختلف المحطات النضالية المفصلية للحركة، كما توقف المشاركون في المناظرة في لحظة عرفان وامتنان لتكريم ثلة من مناضلي الرعيل الأول للحركة الأمازيغية تجسيدا لثقافة التقدير والاعتراف وجسرا لربط ماضي الحركة بحاضرها ومستقبلها حيث تم تكريم كل من:
1- القاضي قدور في شخص أخيه قدّر أمزيان
2- علي صدقي أزايكو في شخص أخويه وابنته تيليلا
3- حسن إدبلقاسم (حضر شخصيا)
4- أحمد الدغرني (حضر شخصيا)
5- لحسن كاحمو (حضر شخصيا)
6- يوسف لعكوري (ناب عنه علي خداوي)
الذين تسلموا درع المناظرة الوطنية للحركة الأمازيغية في نسختها الأولى، وتخللت حفل التكريم شهادات المناضلين وعائلاتهم ورفاقهم الذين تقاسموا لحظات النضال بنجاحاتها وإرهاصاتها، بحلاوتها ومراراتها، فشكل هذا الحدث من المناظرة لحظة عاطفية بامتياز وعرفانا وردا رمزيا للجيل المؤسس للحركة الأمازيغية ووعيها العصري.
بنفس الروح النضالية استمع الحضور إلى كلمة باسم لجنة دعم معتقلي الحركة الثقافة الأمازيغية، واستحضروا روح الفنان الأمازيغي مبارك أولعربي NBA بمناسبة ذكرى ميلاده التي تصادف 09 يناير 2016.
لينتقل الحضور بعد استراحة قصيرة إلى ندوة حول “الحركة الأمازيغية، التاريخ والخطاب والهوية الاجتماعية” أطرها كل من الأساتذة: رشيد الحاحي، رشيد كديرة، علي خداوي وموسى أغربي تناولت جملة من الأفكار والتصورات المستقبلية على مستويات مختلفة تمازج فيها التاريخي والأنطربولوجي والسوسيولوجي والسياسي والقانوني.
لقد تميزت الندوة بطرح مجموعة من الأفكار والتصورات، وخلصت إلى:
– لا تكفي عدالة قضية الشعب الأمازيغي ومشروعيتها لإحقاق الحقوق في إطارها الشامل بل إن الحركة الأمازيغية مطالبة بتطوير خطابها والعمل على المواثيق الدولية ذات الصلة كي نكون في مستوى المرحلة وتطلعاتها
– أن الاعتراف بقوة الحركة الأمازيغية والخروج من الفكر العدمي والانهزامي شرط أساسي لبناء تصور للمستقبل ووضع أسس العمل المشترك، لأن الحركة مطالبة بالعمل على المستوى التنظيمي لبناء حركة مدنية مستقلة نضاليا تنتقل من مرحلة انتزاع الاعتراف نحو فكر التعاقد ووضع ميثاق أخلاقي يجيب على أسئلة العمل المشترك
– أن المجتمع المغربي يعاني من غلبة الإيديولوجية الدينية التي يعيشها العالم لذلك وجب على الحركة الأمازيغية كنموذج للتيار الإنساني الكوني أن يعمل على تقديس قيم الحداثة العقلانية بدل فسح المجال والانسياق وراء إيديولوجيات مغرضة. إن الحركة الأمازيغية إذن مطالبة بالقيام بأبحاث ودراسات ذات بعد استراتيجي في جميع المجالات القادرة على تحرير العقل وبناء مجتمع المعرفة.
استمرارا للنقاشات التي أثارتها هذه الندوة اشتغل المشاركون في إطار مجموعات عمل حسب المواضيع التالية:
1- الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الترابية
2- تتبع وتقييم السياسات العمومية
3- الأمازيغية وحفظ الذاكرة
4- السياسة اللغوية والثقافية وإنصاف الأمازيغية
5- العمل المدني الأمازيغي المشترك وآلياته التنظيمية
6- الأمازيغية والترافع الدولي
ليتم عرض التوصيات من طرف المقررين والمصادقة عليها في جلسة عامة.
وكانت الجلسة الختامية التحصيلية فرصة لتقديم مشروع الميثاق ومشروع البيان الصادر عن المناظرة وطرحهما للنقاش والتداول والمصادقة عليهما من طرف الفعاليات والتنظيمات المشاركة.
ليتم في الأخير الإعلان عن تأسيس الائتلاف المدني الأمازيغي “أغناس”، واعتبار كافة الوثائق والأدبيات الواردة على المناظرة منطلقا لاشتغال مكونات الائتلاف قصد تطوير رصيده الفكري والتنظيمي.
وأوصى الحاضرون والحاضرات ب:
– اعتبار تنظيم مناظرة سنوية للحركة الأمازيغية تقليدا يجب الحرص عليه
– ضرورة طبع أشغال هذه المناظرة
المقررين العامين للمناظرة
هشام مستور
التجاني الهمزاوي
بوزنيقة 10 يناير 2016