جهاتعام

حفل تنصيب السيد مولاي أحمد الكريمي مديرا جديدا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي

عبد الرزاق  القاروني *

   أشرف السيد عبد الحق الحياني، مدير الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، يوم الإثنين 15 فبراير 2016 بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي، على تنصيب السيد مولاي أحمد الكريمي، مديرا جديدا لهذه المؤسسة، خلفا للسيد عبد الواحد المزكلدي، الذي كان مكلفا بتدبيرها.

   وحضر هذا الحفل كل من السيد رئيس مجلس الجهة والسيد الكاتب العام لولاية الجهة، والسادة الكتاب العامون لعمالات أقاليم الجهة، والمديرون الإقليميون التابعين للأكاديمية، والسيد المندوب الجهوي للتكوين المهني، والسيد ممثل رئيس جامعة القاضي عياض، وعدد من الفعاليات التربوية على صعيد الجهة.

   وبهذه المناسبة، ألقى السيد مدير الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط بالوزارة، كلمة توجيهية عبر، من خلالها، عن سعادته لحضور مراسيم تنصيب السيد الكريمي، الذي تم تعيينه مديرا جديدا لهذه الأكاديمية، خلال المجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس 11 فبراير 2016، مهنئا إياه على هذا التعيين، الذي يندرج في إطار عملية تعيين مديري الأكاديميات، على ضوء التقسيم الإداري الجديد للمملكة، ومهنئا، في ذات الوقت، السادة المديرين الإقليميين على الثقة الوزارية التي حظوا بها، وعلى تعيينهم على رأس المديريات الإقليمية التابعة للأكاديمية، في سياق إعادة تنظيم مصالح هذه المؤسسة، وترسيخ نهج اللامركزية واللاتمركز بمنظومة التربية والتكوين.

   كما انتهز هذه الفرصة ليشكر، باسمه الخاص وباسم السيد الوزير والوزارة، السيد عبد الواحد المزكلدي، المدير السابق المكلف بتدبير الأكاديمية، على المجهودات التي بذلها خدمة للمنظومة التربوية، متمنيا له كامل التوفيق في مشواره المهني، ومثمنا المجهود الكبير الذي قام به في مرحلة انتقالية صعبة، من أجل تدبير الاستمرارية بين فترتين زمنيتين.

   ثم قدم لمحة سريعة عن السيرة الذاتية الغنية والمتنوعة للمدير السابق والمدير الجديد للأكاديمية، مشيرا إلى السياق الذي جاءت فيه هذه التعيينات الجديدة لمديري الأكاديميات، حيث تندرج في سياق تفعيل الجهوية المتقدمة، التي عززت من صلاحيات الجهة، وجعلت الجهوية إطارا مكرسا للتنمية المندمجة، وفي سياق إصلاحي تربوي بامتياز دخلنا غماره منذ الموسم الدراسي الفارط، حينما شرعنا في التفعيل الأولي للرؤية الإستراتيجية 2015- 2030، التي هي رؤية تملكنا جميعا غاياتها وأهدافها، سواء في علاقاتها بتحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص في ولوج التربية والتكوين، وتحقيق الجودة للجميع أو الارتقاء الفردي والمجتمعي أو تحقيق الريادة الناجعة.

   وأوضح أنه، بعد أن قطعنا أشواطا متقدمة في تفعيل الرؤية الإستراتيجية، تنصب الجهود، حاليا، على التفعيل الشمولي والمندمج لهذه الرؤية، إن على المستوى الحكومي أو المستوى القطاعي، حيث تم، على الصعيد الحكومي، إحداث لجنة وزارية مكلفة بالتربية والتكوين، تحت إشراف السيد رئيس الحكومة، بهدف ضمان أقصى درجات التعبئة والتنسيق في صفوف مختلف القطاعات الحكومية المعنية بالإصلاح التربوي والشريكة فيه، باعتبار قضية الإصلاح قضية وطنية ومصيرية تستلزم تضافر وتعاضد جهود الجميع.

   وأكد أنه، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية لصياغة إصلاح في إطار تعاقدي وطني ملزم، يوضح الرؤية على المدى البعيد، يتم العمل وفق مقاربة تشاركية على إعداد مشروع قانون إطار تفعيل الرؤية الإستراتيجية، باعتباره ضمانة لاستمرارية الإصلاح بمنأى عن أية سياقات أو اعتبارات قد تؤثر على مساره.

   أما على المستوى القطاعي، فأشار أن مختلف القطاعات الحكومية المعنية بالتربية والتكوين والبحث العلمي تعمل على تصريف مضامين الرؤية الإستراتيجية إلى إستراتيجيات عمل قطاعية، بتنسيق مع المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، مبرزا أن الوزارة قامت، في هذا الصدد، بتهيئ حافظة للمشاريع المفعلة للرؤية الإستراتيجية، في منظورها الشمولي والنسقي تنتظم في 32 مشروعا، من بينها 26 مشروعا تهم قطاع التربية الوطنية، والباقي يهم قطاع التكوين المهني، حيث يتم، حاليا، داخل الوزارة العمل على تدقيق التفاصيل الإجرائية لهذه المشاريع، وفق مقاربة التدبير بالمشروع.

   وفي انتظار التفعيل الشامل للرؤية الإستراتيجية، أشار أننا مطالبين بمواصلة الجهود المبذولة، من أجل التفعيل الأولي لهذه الرؤية الإستراتيجية، وتسريع وتيرة الإنجاز بهدف استكمال الأوراش التي أطلقناها، والرفع من مستوى النجاعة والفعالية في تحقيق أهدافها، وإيلاء أهمية قصوى للتتبع الميداني لهاته الأوراش، وكذا مواصلة الاستثمار في فرق المشاريع، من حيث التأطير والمواكبة والدعم وتعزيز قدراتها التدبيرية، من أجل الرفع من فعالية ونجاعة تدخلاتها، وتهيئها لمرحلة التفعيل الشامل لهذه الرؤية، إضافة إلى الحفاظ على روح التعبئة الجماعية، التي واكبت مرحلة التنزيل الأولي للرؤية، باعتبار تعبئة مختلف الفاعلين والمتدخلين والشركاء شرطا أساسيا وجوهريا لإنجاح الإصلاح، خاصة في مراحله المقبلة.

   ثم دعا أطر وموظفي الأكاديمية لتشكيل فريق عمل منسجم ومتعاضد، قاسمهم المشترك خدمة الوطن، ومصلحة المتعلم والارتقاء ببلادنا في مدارج التنمية والتقدم والازدهار، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

   ومن جهته، ألقى السيد مولاي أحمد الكريمي، المدير الجديد للأكاديمية، كلمة قال فيها إن له عظيم الشرف لكونه حظي بثقة السيدين الوزيرين، السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والسيد الوزير المنتدب لدى هذا الأخير، ولكون المجلس الحكومي الموقر قد صادق على اقتراحه لإدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي العزيزة، بهذه الجهة التي أنجز بها الكثير من الأوراش للنهوض بمنظومة التربية والتكوين.

   وأضاف أنه سيواصل العمل لتثمين الإنجازات التي حققها الجميع، كل واحد من موقعه، مشيرا أنه سيعمل، كذلك بمساعدة الجميع، على مواصلة المجهودات للنهوض بمنظومة التربية والتكوين بهذه الجهة، خصوصا وأنه أمامنا جميعا فرصة ثمينة تتمثل في أوراش الإصلاح، التي تحملها الرؤية الإستراتيجية 2015- 2030، وما نحن بصدد تفعيله من خلال تنزيل التدابير ذات الأولوية، ومبرزا أنه سيعمل على تنمية المنظومة التربوية جهويا للتناغم مع أوراش التنمية، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة نصره الله، إن على المستوى الوطني أو على مستوى هذه الجهة العزيزة، ومقدما جزيل الشكر للحاضرين، من مسؤولين بقطاع التربية والتكوين، وسلطات إدارية ومنتخبين وأطر إدارية وتربوية وكل من ساهم، من قريب أو بعيد، في تنظيم هذا الحفل.

   وبدوره، تناول الكلمة السيد عبد الواحد المزكلدي، المدير السابق للأكاديمية، ليشير أنه لا يسعه، في هذه اللحظة، إلا أن يتقدم بالشكر الجزيل للسيد مدير الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط بالوزارة على كلمته الدقيقة. كما لا يسعه إلا أن يتقدم بالتهاني لزميله وأخيه السيد مولاي أحمد الكريمي على تعيينه على رأس هذه الأكاديمية، من أجل النهوض بالشأن التربوي بهذه الجهة الغالية.

   ثم انتهز هذه الفرصة ليشد على أيدي زملائه نواب وزارة التربية الوطنية بالجهة، في الصيغة القديمة من نظام الأكاديميات، ومن خلالهم على أيدي كل الأطر، من مفتشين ومديرين وأساتذة وإداريين، الذين بذلوا مجهودات جبارة من أجل الارتقاء بالمنظومة التربوية بهذه الجهة، والذين قدموا له الدعم الوفير في هذه المدة التي كلف فيها بتدبير هذه الأكاديمية.

   كما قدم جزيل الشكر لكل من ساهم في دعم المنظومة التربوية بالجهة، من سلطات إدارية وهيئات منتخبة وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وعلى الخصوص رئيس فدراليتهم، الذين أسدوا دعما ومساعدة كبرى للأكاديمية من أجل تجاوز مجموعة من الإكراهات، خلال الدخول المدرسي الحالي.

   وأبرز أن السيد الكريمي، نظرا لما يتميز به من خصال إنسانية وكفاءات مهنية، سيستطيع قيادة سفينة التربية والتكوين بالجهة إلى ما هو أعلى وأفضل، مشيرا أنه ينبغي ألا ننسى أننا أمام تحد كبير، ألا وهو المشروع الإصلاحي الذي يهم النهوض بقطاع التربية والتكوين، بصفة عامة، والمتجلي في الرؤية الإستراتيجية 2015-2030، ومن خلالها في التدابير ذات الأولوية، والتي علينا جميعا أن نكثف جهودنا من أجل أجرأتها، الأجرأة الحسنة، وتنفيذها بما يخدم مصلحة أبنائنا وبناتنا.

   أما السيد أحمد أخشيشن، رئيس مجلس الجهة، فألقى كلمة هنأ، في مستهلها، السيد المدير الجديد للأكاديمية لاعتبارات كثيرة، أولها المسار المتميز الذي يحظى به، واطلاعه الحقيقي على قضايا المنظومة، وعلى مختلف تطوراتها، وتوفره على خصال عديدة، وكونه غير غريب كثيرا عن هذا المجال الذي نوجد فيه الآن، ألا وهو جهة مراكش آسفي.

   وأكد أنه متيقن أن معرفته وخبرته التي راكمها على المستويات المختلفة للمسؤولية التي تحملها، ستكون دعما أساسيا للمهام التي يضطلع بها، موضحا أن السيد المدير الجديد يتحمل مهامه في ظرفية بالغة الدقة، تتسم، أساسا، بكون إرساء مفهوم الجهوية المتقدمة، يعني الاضطلاع بمهام ومسؤوليات أكبر بكثير من المسؤوليات والمهام التي كانت على عاتق المدراء في فترات سابقة، ومشيرا أن تدبير قضايا التنمية، ومن بينها قضايا تنمية العنصر البشري هي الآن موكولة بموجب القانون للجهات، مما يعني أن جزءا كبيرا من الاختيارات الموضوعة على عاتق مدبري شؤون المدرسة ومدبري التربية التكوين سيتم صياغتها، مستقبلا، على المستويات الجهوية.

   وأوضح أن الرؤية الإستراتيجية في أفق ال15 سنة المقبلة، تدل على أننا وصلنا إلى مستويات راقية جدا من التخطيط، تستشرف آفاق تطور المنظومة، في أفق يتعدى أفق الزمن السياسي، مبرزا أنه، على مستوى الجهة، هناك ثلاث عناصر أساسية يجب استحضارها، بالنسبة لكل ما سنخطط له مستقبلا، تتجلى في كون الجهة تتميز بتفاوتات كبيرة على مستوى التعليم، وأننا نتوفر الآن على فرصة تاريخية لتدارك هذه التفاوتات، وفي كون منظومة التربية والتكوين، من خلال الأكاديمية والمديريات الإقليمية التابعة لها، تعتبر، داخل الجهة،  كأول مقاولة من بعد المكتب الشريف للفوسفاط، على مستوى التشغيل ورقم المعاملات، وكذا في كون الجهة تتوفر على كفاءات حقيقية، حيث نلاحظ أن نساء ورجال التعليم، بمختلف مستوياتهم، ليسوا فقط فاعلين في الحياة المدرسية، وإنما، أيضا، في حياة المجتمع المدني، والهيئات السياسية والنقابية، بحيث لا يمكن أن نفصل بين هذه الأدوار، ومؤكدا أن الجهة، بمنتخبيها وأجهزتها الإدارية وإمكاناتها، هي رهن إشارة الأكاديمية.

    وفي ختام هذا الحفل، تم توزيع التعيينات على المديرين الإقليميين التابعين للأكاديمية، وهم السادة حسن البلالي، المدير الإقليمي بآسفي، محمد يوسفي، المدير الإقليمي باليوسفية، العربي هنتوف، المدير الإقليمي بالرحامنة، يوسف آيت حدوش، المدير الإقليمي بالحوز، امبارك هرشى، المدير الإقليمي بالصويرة، عبد الحكيم حجوجي، المدير الإقليمي بقلعة السراغنة، وإبراهيم المعذري، المدير الإقليمي بشيشاوة.

 

*عبد الرزاق القاروني، صحفي، رئيس مكتب الاتصال بالأكاديمية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى