” عن منتدى ضحايا التعليم بالمغرب ” وصف المفكر والفيلسوف اليساري نعوم تشومسكي الرئيس النظام التركي رجب أردوغان بأنه ظلامي وجاهل ومنافق ومن دون أفق وذو معايير مزدوجة، فضلاً عن دعمه للإرهاب جهاراً..
الأيام الجزائرية ـ (وكالات)
يقول تشومسكي في سياق نقده اللاذع للرئيس أردوغان عبر رسالة إلكترونية نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية: تركيا تتهم تنظيم «داعش» الإرهابي بالتفجير الأخير الذي وقع في إسطنبول، وفي الوقت ذاته توفر كل أشكال الدعم لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وعدة تنظيمات إرهابية أخرى، ثم يلقي خطبةً عصماء ضد أولئك الذين يدينون جرائمه ضد الأكراد، فهل هناك عمل أوقح من ذلك؟. ويضيف تشومسكي واصفاً أردوغان بالشخص الظلامي ذي العقلية الاستعمارية بسبب موافقته على عمل عسكري ضد الأكراد. وكان أردوغان قد وجّه الثلاثاء، عقب هجوم انتحاري في إسطنبول، نقداً لمن اعتبرهم “أشباه مثقفين”، كانوا قد وقّعوا رسالة مفتوحة، الشهر الماضي، يدعون فيها تركيا إلى وقف “المذبحة المتعمدة” بحق الأكراد في جنوبي شرقي البلاد. ودعا أردوغان تشومسكي للقدوم إلى تركيا وتفحّص الواقع بنفسه. ولكنه خلال هذه الدعوة تهجم بقسوة على المثقفين والأكاديميين..
“وصف يليق به وحده”سادت حالة من الغضب والرفض المجتمع التركي تجاه تصريحات أردوغان، والتي وصف فيها النخبة الثقافية والأكاديميين الذين انتقدوا العمليات الأمنية التي تقوم بها الحكومة في بعض المدن جنوب البلاد وتسببت في مغادرة آلاف المدنيين منازلهم، بـ” الخونة والجهلاء”. واعتبر أردوغان خلال لقاء السفراء الأتراك بالخارج، بأنهم (الأكاديميون) “مثقفون تافهون وجهلاء”، وتساءل زعيم حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي، صلاح الدين دميرتاش، عما إذا كان الرئيس التركي قد تخرج من الجامعة أم لا بعدما وصف الأكاديميين المطالبين بإيقاف العمليات العسكرية في جنوب شرق تركيا، بأنهم غير مؤهلين وخونة؟. وأضاف خلال تصريحات صحفية، أن أردوغان لم يترك قطاعاً في المجتمع إلا وأهانه، موضحاً بالقول “لديه الكثير من الدكتوراه الفخرية لكونه أحد الأكاديميين المرموقين في بلادنا. لكن عدم الإعجاب بأي أكاديمي ووصفه إياهم بغير المؤهلين يليق به وحده. الناس في تركيا لا يعرفون كيف كانت حياته الجامعية. ونحن نشعر بالفضول تجاه الحياة الجامعية لرئيس جمهوريتنا. لم يسبق له أبدا أن تحدث عن أصدقائه الجامعيين ولم تظهر أي صورة له أثناء حياته الجامعية. ونحن لسنا متأكدين ما إن كان أنهى دراسته الجامعية أم لا؟”. وتابع دميرتاش “كان إحلال السلام في هذا البلد هو الشعار الأساسي لهم… واليوم هو يصف من يطالبون بإحلال السلام بالخونة. ينبغي على الجامعات أن تتمكن من دعم الأكاديميين. وأنا أعتقد أن الأكاديميين، الذين أصدروا هذا الإعلان، هم ضمير هذا الشعب”.
أين مخابراتك..؟من جانبه، حمل زعيم حزب “الشعب الجمهوري” كمال كليتشدار أوغلو، حكومة حزب “العدالة والتنمية” مسؤولية الهجوم الإرهابي الذي وقع في منطقة السلطان أحمد بإسطنبول الثلاثاء 12 جانفي وأودى بحياة 10 سياح أجانب. وأضاف كليتشدار، خلال كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه “أين مخابراتك؟ إنهم لا يجدون الوقت والفرصة لمراقبة الإرهابيين من كثرة انشغالهم بمراقبتنا”. وبدوره، أعلن الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي دعمه لمبادرة “مجموعة أكاديميين من أجل السلام” التي تعارض العمليات المستمرة منذ أسابيع في جنوب شرق تركيا.
المسؤولية على عاتق أردوغانتشومسكي- وهو مؤرخ وناقد وناشط سياسي – كان قد وجه رسالة مفتوحة إلى أردوغان الشهر الفائت تحمل توقيع 1128 أكاديمياً تركياً وأجنبياً وبمشاركة من89 جامعة حول العالم بعنوان: “لن نكون جزءاً من هذه الجريمة”. وتتضمن الرسالة انتقادات لاذعة ضد العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة ضد الأكراد في جنوب شرق تركيا. وأثارت الرسالة في الوقت نفسه غضب أردوغان الذي انتقد تشومسكي على وجه الخصوص، ودعاه عبر سفير نظامه في الولايات المتحدة لاستضافته في المناطق الكردية، والأخير رفض الدعوة. وفي الرسالة المفتوحة إلى أردوغان اتهم تشومسكي ومئات من المثقفين والباحثين الآخرين أردوغان بشن حرب ضد شعبه، قائلين: “إن المسؤولية عن الأزمة الداخلية في البلاد تقع على عاتق أردوغان، الذي يدرك أن الأكراد يشكلون عقبات في طريق خطته لإقامة حكم رئاسي في تركيا”. وأضافوا: “مع الحصار المفروض على مجتمعاتهم في الجنوب الشرقي، أعلنت تركيا بفعالية الحرب على شعبها. وهذه الأزمة الحاليَة مصطنعة وغير ضرورية. وهذا يوضح مرة أخرى أن أردوغان هو قوة انقسامية إلى حد بعيد”.
ثلة من الرعاع..رد الرئيس التركي على الأكاديميين الأجانب الموقعين على المبادرة ومن بينهم تشومسكي قائلا: “أدعوهم لزيارة تركيا ونحن مستعدون لنشرح لهم ما يحدث هنا، لتدع السفارة الأمريكية السيد تشومسكي لزيارة تركيا؛ ولير بعينيه ما يحدث في المنطقة وليس من خلال هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بأنهم أكاديميين”. ووصف أردوغان هؤلاء الأكاديميين بأنهم “مثقفون تافهون وجُهلاء”، على حد وصفه. وأضاف الرئيس التركي: “تخرج علينا ثلة من الرعاع الذين يصفون أنفسهم بالأكاديميين والباحثين ويتطاولون على دولتنا التي تدافع عن مواطنيها وأراضيها إزاء أعمال منظمة إرهابية (منظمة حزب العمال الكردستاني)، وهم يدّعون أنه يتم انتهاك الحقوق والحريات”. يا أيها السادة: “إن من ينتهك الحقوق والحريات ليس هو الدولة بل المنظمة الإرهابية بعينها؛ إنهم لم يكتفوا بذلك فحسب، بل وصل بهم الحد إلى دعوة الأجانب إلى تركيا لمتابعة تطورات الأحداث؛ هذا يُطلق عليه “عقلية استعمارية”، اليوم نواجه خيانة ممن يزعمون أنهم أكاديميون مع أن معظمهم يحصل على راتبه من الدولة”. وعلق أردوغان قائلا: “لا توجد مشكلة كردية في تركيا بل ثمة مشكلة إرهاب؛ إلا أن هؤلاء المثقفين التافهين يخرجون علينا للأسف ويقولون إن الدولة تقوم بمجزرة؛ أيّها المثقفون التافهون، إنكم تافهون ولا قيمة لكم أنتم لستم مثقفين أو ما يشبه ذلك؛ بل أنتم جُهلاء حتى إنكم لا تعرفون ما يحدث في جنوب شرق البلاد أصلا”، على حد تعبيره.
طابور خامس في إشارة إلى عمليات الانفصاليين الأكراد في حزب العمال الكردستاني، قال أردوغان: “نحن مستعدون لنقول لهم ما يحدث في الجنوب الشرقي، ويرون بأم أعينهم ما إذا كانت المشكلة هي انتهاك من قبل الدولة أو اختطاف حقوق وحريات مواطنينا من قبل منظمة إرهابية”.وأضاف موضحا: “لدي رسالة لأولئك الأكاديميين. مجرد وضع توقيعك على قطعة جافة من الورق لا يعني شيئا. تعال إلى تركيا”، وفي نبرة تحدي للمفكر العالمي، قال أردوغان: “تشومسكي يمكنه أن يرى ما يجري في تركيا بأم عينيه وليس من خلال عيون طابور خامس. دعوا هؤلاء الأكاديميين يأتون إلى تركيا، وأنا واثق أننا سنكون قادرين على تبيان الصورة الحقيقية لهم”.
نظام أردوغان العنيف.جاء تعليق تشومسكي على دعوة أردوغان لزيارة تركيا، مضيفاً “أردوغان يوجه اتهامات إلى الأشخاص، الذين يدينون جرائمه التي يرتكبها ضد الأكراد الذين يشكلون القوة الأساسية في الحرب ضد “داعش” في العراق وسوريا”. ويضيف تشومسكي: إن أردوغان من خلال الحصار الذي يفرضه على الكرد في جنوب شرق تركيا، يشن حرباً ضد شعبه ككل ما يفسر أنه ذو عقلية استعمارية وهو سبب الأزمة الحالية في تركيا. ويختم الفيلسوف الأمريكي رسالته بالقول لأردوغان: أنت لست بشخص نيّر الذهن، بل أنت الجهل والظلام بعينهما، أنت لا شيء، إنك مجرد حثالة، وليس لديك أي دراية بالأمور التي تحصل في الشرق والجنوب الشرقي لبلادك، نحن نعرف هذه الأماكن أكثر منك، مثلما نعرف عن وطننا. وقال تشومسكي مُعلقاً على دعوة أردوغان: “في حال قررتُ الذهاب إلى تركيا لن تكون زيارتي بناءً على دعوة منه، بل ستكون من عدد من بعض الشجعان، بمن فيهم الأكراد الذين عانوا من قصف نظام أردوغان العنيف لسنواتٍ عدة”. |