عاممجتمع

جمعية قدماء طلبة وتلاميذ ابن يوسف بمراكش تقوم بزيارة الفنان عبد الجبار الوزير./.

عبد الرزاق  القاروني

  قامت جمعية قدماء طلبة وتلاميذ ابن يوسف بمراكش، يوم الإثنين 04 أبريل 2016، بزيارة للفنان عبد الجبار الوزير في مقر سكناه بحي الداوديات بمراكش، من أجل الاطمئنان على صحته. وكانت هذه الزيارة لحظة إنسانية، بامتياز، تكرس ثقافة الاعتراف والعرفان بالجميل، تم خلالها تقديم هدية رمزية لهذا الفنان، والدعاء له، حتى يعود لنشاطه وحيويته مثل سالف عهده.

   وقد سبق للفنان عبد الجبار الوزير أن أجرى، منذ مدة، عملية جراحية تكللت بالنجاح، جراء مضاعفات داء السكري. ويعتبر هذا الفنان قيدوم الفنانين وشيخ المسرحيين المغاربة، ومن الرعيل الأول للمقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن للذود عن حمى الوطن.

   وتتضارب الروايات حول تاريخ ميلاد الفنان الوزير، لكن أوراقه الرسمية تشير إلى كونه قد رأى النور سنة 1932 بدرب الكزا بمراكش. ونظرا لأنه كان شقيا في طفولته، فإنه لم يمكث كثيرا في صفوف الدراسة، حيث عانق عالم الحرفيين، متقلبا في عدة مهن، بدءا ب”تشكايريت” (صناعة الحقائب التقليدية) ومرورا ب”تشراطت” (صناعة الحبال) وانتهاء بالدباغة (تهيئة الجلود ومعالجتها). ثم التحق، بعد ذلك، بفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم إبان تأسيسه سنة 1947، ليلعب في مركز حراسة المرمى بفريق الفتيان.

   كما يعد هذا الفنان من رموز خلية حمان الفطواكي للمقاومة، حيث حكم بالإعدام خلال فترة الحماية الفرنسية. وفي سجن لعلو بالرباط، تعلم أبجديات الكتابة والقراءة وبعض مبادئ العلوم من المقاومين الذين كانوا معتقلين معه، مثل العلامة المختار السوسي، ليلتحق بعد ذلك بالقوات المساعدة، قبل أن يتفرغ نهائيا للتمثيل والفن سنة 1961.

   وكان أول عمل مسرحي شارك فيه هذا الفنان القدير هو مسرحية الفاطمي والضاوية” سنة 1951، رفقة رفيق دربه ومشواره الفني الراحل محمد بلقاس، التي عرضت في عدة مدن مغربية، ليشارك، بعد ذلك، في العديد من المسرحيات والمسلسلات والأفلام التي لاقت ترحيبا وإعجابا من مختلف طبقات الشعب المغربي، نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر: الحراز”، “سيدي قدور العلمي”، “حلاق درب الفقراء”، “دار الورثة”، و”ولد مو.

   ومن النصوص المسرحية التي ألفها الفنان الوزير: “دردبة عند الغشيم” و”عطيل بين الحلقة والأوطيل” والمسلسل الإذاعي “كنوز الفضايل”. ومن مجموع المسرحيات التي أداها طيلة مساره الفني الحافل بالعطاء، تبقى مسرحيتا “سيدي قدور العلمي” و”الحراز” هما الأقرب إلى قلبه والأكثر حضورا في ذاكرته.  

   أما جمعية قدماء طلبة وتلاميذ ابن يوسف بمراكش، صاحبة هذه المبادرة الطيبة، فهي جمعية فتية، تأسست، مؤخرا، لملء الفراغ في هذا الإطار، ولإغناء النسيج الجمعوي الوطني، وكذا للمساهمة في النهوض بالشأن الثقافي والتنموي على صعيد الوطن، وخاصة بجهة مراكش-آسفي.

   ويشار أن هذه الجمعية، التي يسيرها مكتب نشيط ومنسجم، هي على أتم الاستعداد لربط جسور التواصل والتعاون مع كل الفعاليات الثقافية ذات الأهداف المشتركة، ومع مختلف الفاعلين من سلطة ومنتخبين، بهدف جعل مدينة مراكش قطبا ثقافيا، ومن أجل الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بالجهة، وذلك في إطار المخططات الوطنية، والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى