عبد العالي بجو /
كانت الأمور جد عادية في شارع الكولف الملكي بحي سيدي يوسف علي بمراكش على الساعة 30 : 10 من مساء الأمس الثلاثاء 21 يونيو2016 م ، الجو منعش قرب حدائق أكدال التاريخية .. يغري بالخروج إلى الفضاءات العامة للتنزه بعد صيام يوم حار ،المصلون يؤدون صلاة التراويح بالمسجد الكبير بحي الرياض، والمقاهي المجاورة لقاعة الألعاب الرياضية الشهيرة باسم ” فريدي ” مليئة بروادها ،ومجموعة من الشباب يقودون بسرعة مفرطة دراجات نارية من نوع سي 90 ، يتسابقون فيما بينهم ويقدمون عروضا مثيرة وغريبة ، فجأة سترتطم دراجة أحدهم بسيارة خفيفة من الخلف لدرجة أن الغطاء الأمامي لها انفتح من شدة الاصطدام ، فيسقط راكبها أرضا مدرجا بالدماء ، مابين الحياة والموت، في تلك اللحظة سنجد الصدمة والدهشة باديتان على صاحب السيارة الذي لم يفهم ما وقع وكيف وقع ؟ وهو الإحساس نفسه الذي تقاسمه معه مجموعة من المواطنين القريبين من الحادث ،والذين سمعوا صوت الاصطدام الغريب ،مخلفا آثارا مادية في البنية الخلفية للسيارة ، وفي شكل الدراجة النارية الذي أصبح غير واضح المعالم .
لحظة علمها بالحادث، انتقلت مصالح الأمن الوطني بسيدي يوسف بن علي على وجه السرعة إلى عين المكان يتقدمهم رئيس الأمن الإقليمي بالمنطقة ، مصحوبا بمجموعة من أعوان الأمن قصد تحرير محضر للمعاينة، ليقف بعد ذلك بقليل رجال الوقاية المدنية بسيارتهم ، فقاموا بنقل المصاب، وهو في حالة حرجة، إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية .
يشار إلى أن الضحية مازال شابا يافعا يفيض حيوية ونشاط لكن تنقصه التجربة والتوعية بمخاطر السياقة المتهورة خصوصا ، وأن استعمال هذا النوع من الدراجات النارية يعرف إقبالا شديدا من طرف الشباب لثمنه ” المناسب” مقارنة بالمنتج الياباني في الدراجات النارية ، ولمعدل سرعته التي تتجاوز 110 كيلومتر في الساعة ، وهو مطلب يراهن عليه الشباب ،ويغري طموحاتهم في إبراز الذات وتحقيق وجودهم ، لكنه يشكل في الوقت ذاته كارثة حقيقية على سلامتهم الجسدية ، وعلى راحة أسرهم النفسية والاجتماعية ومستقبل بلادهم ، مما يستدعي تدخلا عاجلا من طرف الجهات المسؤولة لحل هذا المشكل الذي بات يؤرق العديد من الأسر المراكشية خاصة والمغربية عامة ، وذلك من خلال وضع قوانين صارمة لضبط دخول هذا المنتج الصيني، بمواصفات ومعايير قانونية تحافظ على أمن وسلامة المواطنين ، وفي انتظار تنزيل ذلك على أرض الواقع بات من الضروري منح السلطات المختصة بالأمن الطرقي بالمدينة أو بالنواحي حق التدخل لإيقاف هذا النوع من ” الأنشطة الاستعراضية ” التي يقوم بها الشباب في الشارع العام ، وفي بعض الطرق الرئيسية المؤدية إلى منتجعات أوريكا وأمزميز وتحناوت حيث نجدهم يتحركون في مجموعات ، وهو ما يهدد سلامتهم وسلامة غيرهم ، فهل سنكون في مستوى المسؤولية أم أننا سننتظر ضحايا جدد يضافون لمن قضوا في هذا الشارع في زمن مضى أو للذين أصيبوا بعاهات مستديمة ومازالوا يعانون منها لحد الآن ؟