عبد العالي بجو
في إطار تنشيط الفعل الثقافي والممارسة المسرحية بمراكش ، وتكريسا للتقليد المسرحي السنوي الذي دأبت فرقة مسرح أكاديما على إقامته منذ تسع سنوات ، و احتفالا بالذكرى السابعة عشرة لعيد العرش ، تنظم فرقة مسرح أكاديما الدورة التاسعة من ملتقى مراكش الدولي للمسرح في الفترة المتراوحة ما بين 25 و 31 يوليوز 2016 بالمسرح الملكي و مسرح دار الثقافة الداوديات ومجموعة من الفضاءات العمومية بالمدينة. هذا وقد حملت هذه الدورة إسما من أسماء آل الجندي : الفنان المقتدر” أنور الجندي”.
كما ستعرف هذه الدورة استضافة مملكة البحرين كضيفة شرف من خلال تقديم عروض مسرحية ومائدة مستديرة وأنشطة موازية أخرى. وتتضمن فقرات البرنامج ندوة حول “المسرح العربي وراهنيته” بالإضافة إلى ورشات في التكوين المسرحي إلى جانب العروض المسرحية الوطنية والدولية و عروض مسرح الشارع.
يشار إلى أن ملتقى مراكش الدولي للمسرح ليس فقط مهرجانا للإبداع الفني، ولكنه كذلك فضاء للتبادل والحوار. إنه فضاء مسرحي و فضاء للمواطنة و اللقاء ، لكون وظيفة المسرح هنا تتجاوز أهدافها الفنية والتنشيطية لتصبح وسيلة تربوية وتنموية هامة لإشعاع المدينة. فالملتقى فرصة للتبادل الثقافي بين الفرق المشاركة، وانفتاحهم على المدينة التي تحتضنهم و عـلى ساكـنـتها، بهدف تطويـر التضامن و العـمل على نشر مبادئ السلام والتسامح.
كما أن الملتقى يعمل عـلى تشجيع روح المواطنة لـدى السكان وتوطـيد فكـرة أن الجمهور يمكن أن يـشارك فعلـيا فـي تطـوير الحـياة الثـقافـية بمدينته، و اكتشاف المتعة التي يمكن أن يحققها له المسرح. إنه كذلك موسم سنوي للإبداعات المسرحية المغربية، المتفتحة على بقية التجارب العالمية. وتظاهرة ثـقافـية بصيغة الجمع، فضاء للتكوين المسرحي والفني، مدرسة مغربية للمسرح.
يذكر أن فرقة مسرح أكاديما هي إطار جمعوي ينتصر للمسرح وللثقاقة المسرحية ،ويعمل على إنتاج وترويج الأعمال المسرحية. تأسست سنة 1992 وذلك رغبة من أعضائها قي المساهمة قي تفعيل الحركة المسرحية بالمدينة. وتقوم الفرقة بالإضافة إلى إنتاجاتها المسرحية، بتأطير محترفات لفائدة الشباب الراغبين في الاستفادة من خبرة مختصين في ميدان المسرح و الرقص. كما تنظم سنويا منذ 2007 ملتقى مراكش الدولي للمسرح.
وقد أنتج مسرح أكاديما مند تأسيسه العديد من الأعمال المسرحية ، ويتوفر على ربيرتوار مسرحي باذخ ، يشكل فيه الأستاذ والمخرج المسرحي حسن مشناوي واسطة العقد والمحرك الأساسي لحلقاته، فهذا المراكشي الشاب وهب منذ أواسط الثمانينات حياته للمسرح ،شاب مهووس بالمسرح لدرجة الجنون ،فهو يعمل في المسرح وللمسرح ومن أجل المسرح ، تعرفه كل جنبات وحجرات ديور الشباب بمراكش _ يوم كان لهذه الدور إشعاعا حقيقيا ، ونسائم مرحلة السبعينات ماتزال معطرة المكان والأشخاص _ وخاصة سيدي يوسف بن علي وعرصة مولاي بوعزة وعرصة الحامض ،وترك بصماته في كل ركوح الجامعات المغربية كمخرج في فرقة المسرح الجامعي بمراكش في التسعينيات من القرن الماضي ،مثله في ذلك مثل مجايليه وزملائه: هموش ،حمدان ، بنهدار، فهمي، شكور.
بدءا من التجارب المسرحية الأولى أواسط الثمانينات مع جمعية الهدى مرورا بمسرحيات سفانتوس والمفتاح والظلام والأحمق والدون كيشوت ..والغرفة السوداء وقاضي حاجة.. وصولا إلى مسرحيات مولات الخال .. فرسان الزمن .. والآخر ، تجربة تمتد لثلاثين عاما مليئة بالمعاناة والصبر و العطاء والتميز،أنتجت ما مايربوا عن ثلاثين عملا مسرحيا يتنصر للمتعة والذوق الرفيع والسلم والجمال .
هذا وقد شارك مسرح أكاديما في مجموعة من المهرجانات الوطنية والدولية مما مكنه من خلق اتفاقية شراكة و تبادل ثقافي مع العديد من الفرق الدولية.