حسن بوسلهام
يعرف الدخول المدرسي الجديد على صعيد جهة مراكش – آسفي عدة ثوابت ومتغيرات. فالثوابت أصبحت لازمة هذا الدخول تلاحقه مثل ظله، وهي أشبه ما يكون بصخرة سيزيف التي ما إن يصعدها لقمة الجبل حتى تتدحرج لتهبط إلى الأسفل أو مثل كرة الحديد اللصيقة برجل السجين التي تمنعه من الحراك والمسير.
والثابت والمتحول هي مصطلحات ذات حمولة فلسفية، استعملها الشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد إسبر) عنوانا لأحد مؤلفاته، واستعرناها هنا لأن الدخول المدرسي بالجهة أصبح يشكل، بحق، معضلة يصعب حلها وفك رموزها، مما يستدعي، في المستقبل، إسناد مهام تدبير الشأن التربوي والتكويني على صعيد الجهة لمسؤولين لهم دراية بحل المعادلات الصعبة، وإلمام كبير بالفكر الفلسفي الذي يفهم الواقع، ويحدد إشكالاته ويجد الحلول المناسبة لها.
وهذه الثوابت التي أصبحنا نمل من سماعها، أضحت مشاكل بنيوية نعيشها ونتعايش معها بمناسبة إطلالة كل دخول مدرسي، وكأنها قدر لا راد له، وليس بإمكاننا إلا أن نستسلم له، أو لعنة تطارد قطاع التربية والتكوين على صعيد الجهة في الحال والمآل. هذه الثوابت التي يحلو للبعض أو يتلطف في تسميتها بالإكراهات هي، في الحقيقة، الأساس وقطب الرحى في منظومة التربية والتكوين على صعيد الجهة، وتتمثل، في أغلب الأحيان، في: الخصاص في أطر هيئة التدريس، والتستر على المناصب الشاغرة وتضارب المعطيات، واستفحال ظاهرة الاكتظاظ، والتكليفات العشوائية، واحتلال واقتحام السكنيات الإدارية، وسيادة المزاجية والزبونية في منح التعويضات الجزافية، وضعف المرافق الصحية والدعم الاجتماعي، وعدم إيجاد أرضية دائمة للتوافق والتفاهم مع الفرقاء الاجتماعيين…
إلى ذلك، تشكل هذه الجهة حالة شاذة في مجال إسناد المهام وتقلد المسؤولية بقطاع التربية والتكوين، حيث نجد المجاز في اللغات الحية يصبح رئيسا لمصلحة الموارد البشرية، ومفتش التوجيه يصبح مسؤولا عن تدبير الموارد البشرية والشؤون الإدارية والمالية، ناهيك عن أستاذ التعليم الابتدائي الذي هجر مهمة التدريس وضاعف الخصاص بالقطاع، ليتقلد مسؤوليات أكبر بكثير من حجمه وقدراته المعرفية والعلمية، ويصبح رئيسا لمصلحة أو مكلفا بملفات وقضايا في مجالات وميادين مهمة وحساسة، وكأن القطاع على صعيد الجهة يعرف ندرة في الكفاءات التي من شأنها الاضطلاع بهذه المهام والمسؤوليات على أحسن وجه !؟
وحسب بعض المصادر النقابية والإعلامية، فإن المديرية الإقليمية للوزارة بالحوز، على سبيل المثال، ستعرف خصاصا مهولا في سلك التعليم الابتدائي مع الدخول المدرسي الحالي، حيث من المتوقع أن يصل الخصاص إلى حوالي 200 أستاذ و27 مديرا، مما سيؤدي إلى استحالة انطلاق الموسم الدراسي بشكل سليم بهذا السلك من التعليم، الذي يعتبر محوريا ومصيريا في تكوين الناشئة. فالتعليم الابتدائي هو المدخل والرافعة التي لا محيد عنها لتقدم الشعوب. فكل تقصير أو تهاون فيه تكون له عواقب وخيمة في مجال تربية وتكوين نساء ورجال الغد.
كما أن التنسيق الرباعي للنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية بالجهة قد أصدر بيانا، خلال شهر غشت المنصرم، حمل فيه المسؤولية التاريخية كاملة لإدارة الأكاديمية لما ستؤول إليه الأوضاع التعليمية على مستوى الجهة، مما ينذر بموسم دراسي مقبل مشحون بالتوترات والصراعات، التي ستؤثر سلبا على التحصيل الدراسي وتأمين الزمن التربوي، وعلى سيرورة العملية التعليمية التعلمية، على مستوى الجهة.
أما متغيرات أو مستجدات هذا الدخول على صعيد الجهة، فتتجلى في استكمال إرساء الجهوية المتقدمة بقطاع التربية والتكوين، من خلال تعيين المسؤولين على كل من المديرية الإقليمية للوزارة بمراكش، والأقسام والمصالح الشاغرة بالأكاديمية والمديريات الإقليمية التابعة لها، إضافة إلى ذلك لقد تضمن المقرر الوزاري الخاص بتنظيم السنة الدراسية الحالية العديد من المستجدات التي تهم أبرز المحطات والعمليات وأسلاك ومستويات التربية والتكوين بالجهة…
إن البيت التربوي على صعيد الوطن يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه بعد الخلخلة إن لم نقل الرجة العميقة التي أحدثها فيه عبد السلام اللبار، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، بعد نشر غسيله الوسخ على مرأى ومسمع عدد من الوزراء المعنيين والمستشارين الحاضرين داخل قبة هذه الهيئة الاستشارية والتشريعية الهامة.
إن تصريحات هذا القيادي الحزبي، الذي عمل في قطاع التربية والتكوين وخبر دواليبه لسنوات عديدة، ستلقي بظلالها على الدخول المدرسي الحالي، وستكون مثل جبة الساحر التي سيخرج من تحتها، خلال الأيام القادمة، الكثير من المفاجآت في هذا المضمار، بحيث من المتوقع أن يشهد حقل التربية والتكوين على مستوى الوطن إعادة النظر في خريطة القوى والمسؤولية به، وفي طرق وأساليب تدبيره، واستئصال مختلف بؤر وجيوب الفساد والإفساد فيه. وإن غدا لناظره لقريب، وعند جهينة الخبر اليقين.
يعرف الدخول المدرسي الجديد على صعيد جهة مراكش – آسفي عدة ثوابت ومتغيرات. فالثوابت أصبحت لازمة هذا الدخول تلاحقه مثل ظله، وهي أشبه ما يكون بصخرة سيزيف التي ما إن يصعدها لقمة الجبل حتى تتدحرج لتهبط إلى الأسفل أو مثل كرة الحديد اللصيقة برجل السجين التي تمنعه من الحراك والمسير.
والثابت والمتحول هي مصطلحات ذات حمولة فلسفية، استعملها الشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد إسبر) عنوانا لأحد مؤلفاته، واستعرناها هنا لأن الدخول المدرسي بالجهة أصبح يشكل، بحق، معضلة يصعب حلها وفك رموزها، مما يستدعي، في المستقبل، إسناد مهام تدبير الشأن التربوي والتكويني على صعيد الجهة لمسؤولين لهم دراية بحل المعادلات الصعبة، وإلمام كبير بالفكر الفلسفي الذي يفهم الواقع، ويحدد إشكالاته ويجد الحلول المناسبة لها.
وهذه الثوابت التي أصبحنا نمل من سماعها، أضحت مشاكل بنيوية نعيشها ونتعايش معها بمناسبة إطلالة كل دخول مدرسي، وكأنها قدر لا راد له، وليس بإمكاننا إلا أن نستسلم له، أو لعنة تطارد قطاع التربية والتكوين على صعيد الجهة في الحال والمآل. هذه الثوابت التي يحلو للبعض أو يتلطف في تسميتها بالإكراهات هي، في الحقيقة، الأساس وقطب الرحى في منظومة التربية والتكوين على صعيد الجهة، وتتمثل، في أغلب الأحيان، في: الخصاص في أطر هيئة التدريس، والتستر على المناصب الشاغرة وتضارب المعطيات، واستفحال ظاهرة الاكتظاظ، والتكليفات العشوائية، واحتلال واقتحام السكنيات الإدارية، وسيادة المزاجية والزبونية في منح التعويضات الجزافية، وضعف المرافق الصحية والدعم الاجتماعي، وعدم إيجاد أرضية دائمة للتوافق والتفاهم مع الفرقاء الاجتماعيين…
إلى ذلك، تشكل هذه الجهة حالة شاذة في مجال إسناد المهام وتقلد المسؤولية بقطاع التربية والتكوين، حيث نجد المجاز في اللغات الحية يصبح رئيسا لمصلحة الموارد البشرية، ومفتش التوجيه يصبح مسؤولا عن تدبير الموارد البشرية والشؤون الإدارية والمالية، ناهيك عن أستاذ التعليم الابتدائي الذي هجر مهمة التدريس وضاعف الخصاص بالقطاع، ليتقلد مسؤوليات أكبر بكثير من حجمه وقدراته المعرفية والعلمية، ويصبح رئيسا لمصلحة أو مكلفا بملفات وقضايا في مجالات وميادين مهمة وحساسة، وكأن القطاع على صعيد الجهة يعرف ندرة في الكفاءات التي من شأنها الاضطلاع بهذه المهام والمسؤوليات على أحسن وجه !؟
وحسب بعض المصادر النقابية والإعلامية، فإن المديرية الإقليمية للوزارة بالحوز، على سبيل المثال، ستعرف خصاصا مهولا في سلك التعليم الابتدائي مع الدخول المدرسي الحالي، حيث من المتوقع أن يصل الخصاص إلى حوالي 200 أستاذ و27 مديرا، مما سيؤدي إلى استحالة انطلاق الموسم الدراسي بشكل سليم بهذا السلك من التعليم، الذي يعتبر محوريا ومصيريا في تكوين الناشئة. فالتعليم الابتدائي هو المدخل والرافعة التي لا محيد عنها لتقدم الشعوب. فكل تقصير أو تهاون فيه تكون له عواقب وخيمة في مجال تربية وتكوين نساء ورجال الغد.
كما أن التنسيق الرباعي للنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية بالجهة قد أصدر بيانا، خلال شهر غشت المنصرم، حمل فيه المسؤولية التاريخية كاملة لإدارة الأكاديمية لما ستؤول إليه الأوضاع التعليمية على مستوى الجهة، مما ينذر بموسم دراسي مقبل مشحون بالتوترات والصراعات، التي ستؤثر سلبا على التحصيل الدراسي وتأمين الزمن التربوي، وعلى سيرورة العملية التعليمية التعلمية، على مستوى الجهة.
أما متغيرات أو مستجدات هذا الدخول على صعيد الجهة، فتتجلى في استكمال إرساء الجهوية المتقدمة بقطاع التربية والتكوين، من خلال تعيين المسؤولين على كل من المديرية الإقليمية للوزارة بمراكش، والأقسام والمصالح الشاغرة بالأكاديمية والمديريات الإقليمية التابعة لها، إضافة إلى ذلك لقد تضمن المقرر الوزاري الخاص بتنظيم السنة الدراسية الحالية العديد من المستجدات التي تهم أبرز المحطات والعمليات وأسلاك ومستويات التربية والتكوين بالجهة…
إن البيت التربوي على صعيد الوطن يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه بعد الخلخلة إن لم نقل الرجة العميقة التي أحدثها فيه عبد السلام اللبار، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، بعد نشر غسيله الوسخ على مرأى ومسمع عدد من الوزراء المعنيين والمستشارين الحاضرين داخل قبة هذه الهيئة الاستشارية والتشريعية الهامة.
إن تصريحات هذا القيادي الحزبي، الذي عمل في قطاع التربية والتكوين وخبر دواليبه لسنوات عديدة، ستلقي بظلالها على الدخول المدرسي الحالي، وستكون مثل جبة الساحر التي سيخرج من تحتها، خلال الأيام القادمة، الكثير من المفاجآت في هذا المضمار، بحيث من المتوقع أن يشهد حقل التربية والتكوين على مستوى الوطن إعادة النظر في خريطة القوى والمسؤولية به، وفي طرق وأساليب تدبيره، واستئصال مختلف بؤر وجيوب الفساد والإفساد فيه. وإن غدا لناظره لقريب، وعند جهينة الخبر اليقين.