سلطت صحيفة “ترود” الضوء على محاولات الولايات المتحدة تقويض التعاون الروسي-الإيراني، مؤكدة أنها ستبوء بالفشل.
جاء في المقال:
بينما يبحث البيت الأبيض عن طريقة لتقويض التعاون الروسي-الإيراني، دعا المخرج السينمائي المعروف أوليفر ستون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كشف الحقيقة أمام العالم عن دور وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” في تغيير النظام في أوكرانيا.وكتبت “وول ستريت جورنال”، يوم الاثنين 06/02/2017، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث عن طريقة لتقويض التعاون السياسي والعسكري بين روسيا وإيران.ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر في البيت الأبيض أن لدى الادارة الاميركية “إسفينا تستطيع دقه بين روسيا وإيران، ونحن مستعدون للنظر في هذا الخيار”. كما أشار متحدث البيت الابيض للصحيفة إلى أن الرئيس وبطانته “لا يبنون الأوهام” بشأن موسكو. بيد أنهم لا يرون في موسكو تهديدا وجوديا للولايات المتحدة كما كان أيام الحرب الباردة.ويورد مؤلف المقال كلمات مسؤول آخر شارك قبل فترة وجيزة في المناقشات، التي خصصت لدراسة المسألة الإيرانية في مجلس الأمن القومي الأميركي، من أن “هناك خلافا بين روسيا وإيران. وليس واضحا ما الذي سيطلبه بوتين مقابل إضعاف تحالف هذين البلدين”.
مصاعب الواقعية السياسية
إن اللهجة الخطابية المعادية لإيران جنبا إلى جنب مع الوعود بسحق تنظيم “داعش”، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك شكلا إحدى ركائز برنامج الحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعين. وفي غضون ذلك، صرح ترامب غير مرة بأنه يرى من المناسب ترك أوكرانيا لمصيرها، والتوقف عن استنفاد الجهد الأمريكي لضمان أمن البلدان الأوروبية التابعة لحلف شمال الأطلسي.ولكن، ووفقا لما يراه المحللون، فإن تقويض التعاون الروسي-الإيراني أمر صعب. وأن هذا الأمر، يتطلب تنازلات كبيرة من طرف واشنطن. “وفي حال تقليص الكرملين توريد الأسلحة إلى إيران، فإن هذا على الأرجح يعني أن موسكو تنتظر تخفيف العقوبات”، كما أكد في هذا الصدد الخبير الأميركي في القضايا الروسية، رئيس مركز المصالح القومية في واشنطن دميتري سايمس.في حين أن خبراء آخرين يرون أن مقايضة العلاقات الروسية مع إيران برفع العقوبات عن موسكو – قليلة الاحمال، لأسباب أهمها أن واشنطن استنفدت ما في جعبتها من عقوبات، لكنها لم تنل أي تنازل من قبل موسكو. وحتى الإدارة الأمريكية السابقة اعترفت بانهيار سياسة العقوبات التي فرضتها على روسيا. وبالتالي، فمن غير المرجح أن يقدم الكرملين على مقايضة تعاونه المربح مع طهران “بورقة خاسرة” في السياسة الأمريكية.
الظروف أصبحت مهيأة للتخلي عن أوكرانيا
بحسب رأي بعض المراقبين، فإن الرئيس ترامب يمكن أن يعرض على الكرملين صفقة مربحة جدا بديلا لرفع العقوبات، وتحديدا ترك أوكرانيا من دون المساعدة الأمريكية.لقد عاشت أوكرانيا في السنوات الثلاث الماضية في ظل رعاية وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، اللتين وفرتا الرعاية السياسية والاستثمار المالي لأوكرانيا، التي أفلست ومزقتها الحرب الأهلية. بيد أن ترامب أعلن بوضوح أنه لا ينوي صون إرث أوباما، بل على العكس من ذلك، سيعمل على تغييره وفقا للوعود، التي قطعها على نفسه أثناء الحملة الانتخابية.والمجتمع الغربي أيضا أصابه الغضب والإرهاق من مسلسل “سانتا باربرا الأوكراني”، الذي لا نهاية له. وقد تغلغل الاستياء من نظام كييف حتى إلى الأوساط الفكرية الأمريكية، ووصل الأمر بالمخرج الأمريكي الشهير أوليفر ستون إلى دعوة الرئيس الأمريكي إلى كشف الوثائق السرية كافة المرتبطة بملف أوكرانيا للأعوام الأخيرة. وقال: “لو كنت أنا مكان الرئيس ترامب لكشفت على الملأ الوثائق السرية المرتبطة بأوكرانيا كافة، بل وسوريا أيضا. ولكن أولا، وقبل كل شيء – أوكرانيا، لأن حربا باردة جديدة تبدأ من هنا، ونحن نوجد الآن في مرحلة خطيرة للغاية”، كما جاء في تصريح المخرج ستون للقناة الروسية الأولى.ووفقا لرأي المخرج الشهير، فإن كشف الوثائق سوف يبين للرأي العام الغربي أن كل ما حدث في ميدان أوكرانيا وما تبعه من أحداث سياسية ارتبطت بتغيير النظام في الجمهورية هو من فعل أيدي الأجهزة الخاصة الغربية، وبالتالي سيشوه سمعة النظام القائم في اوكرانيا ويعجل في ترحيله من دون الدعم الغربي، كما يرى أوليفر ستون.