عبد الرزاق القاروني
بمناسبة الذكرى السادسة عشر لعيد العرش المجيد، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز بتعاون مع مجلس الجهة، يوم الجمعة 24 يوليوز 2015 بمقر المجلس بمراكش، حفل التميز التربوي على صعيد الجهة، بمناسبة اختتام الموسم الدراسي 2014 – 2015، وتشجيعا للتلميذات والتلاميذ المتميزين على المزيد من العطاء والتفوق في مشوارهم الدراسي.
وحضر هذا الحفل السادة نواب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ومجموعة من الشخصيات العسكرية والمدنية، والعديد من الأطر التربوية، وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ المحتفى بهم على صعيد الجهة، إضافة إلى بعض ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والجهوية.
وبهذه المناسبة، ألقى السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، كلمة نوه فيها بالدور الريادي الذي تقوم به الشخصيات العسكرية والمدنية الحاضرة معنا في هذا الحفل، من أجل توفير الأجواء المناسبة لتمر مختلف الاستحقاقات التربوية على صعيد الجهة في أحسن الظروف، مشيرا أننا عندما نحتفل بالتلاميذ المتميزين، فإننا نحتفل بنساء ورجال الغد.
وأوضح أن المغرب إذا كان بلدا صاعدا، فيرجع الفضل، في ذلك، ليس لثرواته المعدنية أو النفطية، وإنما لطاقاته البشرية، مؤكدا أن المغزى من هذا الاحتفال هو تمرير رسالة مفادها ألا شيء مستحيل مع توفر الإرادة، ومبرزا أن المغرب سيتطور بفضل هؤلاء التلاميذ المتميزين الذين سيكون منهم النخبة القيادية للوطن.
وأضاف أن الفضل فيما تحقق، على صعيد الجهة، من تميز تربوي يرجع لعون الله وتوفيقه، وكذا لتضحيات الأساتذة والإدارة التربوية والمكلفين بالتأطير التربوي، وأن أغلبية النخب التي تسير الجهة هي نتاج المدرسة العمومية، داعيا إلى عدم تبخيس المجتهدين والعاملين أعمالهم.
وأشار أن منظومة التربية والتكوين، على صعيد الوطن، تعاني من عدة إكراهات، ينبغي للجميع التجند من أجل تجاوزها، مبرزا أن الإرادة السياسية موجودة، وخير إرادة وخير ضمان، في هذا الإطار، هو اعتبار المسألة التربوية ثاني أولوية بعد قضية الوحدة الترابية، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ثم حث أمهات وآباء وأولياء التلاميذ على الانتباه إلى مستقبل المغرب من خلال الانتباه إلى مستقبل بناتهم وأبنائهم، موجها تحية تقدير وعرفان لكل من ساهم ويساهم في رفع تحدي تحسين مستوى ومردودية المدرسة المغربية، سواء كانت عمومية أو خصوصية.
وبدوره، تناول الكلمة السيد أحمد التويزي، رئيس مجلس الجهة، ليشير أن الشعوب والدول لا تفتخر ولا تتطور بالإمكانيات الاقتصادية، ولكن بالمراهنة على العنصر البشري، حيث لنا في الدول المتقدمة أمثلة كثيرة في هذا المضمار، داعيا إلى العمل على إنضاج العنصر البشري المغربي التقني الذي يمكن الدولة والمجتمع من التطور.
وأبرز أن منظومتنا التربوية يعتريها خلل كبير جدا، يتمثل في تخريج العديد من حملة الشهادات الذين يحالون على البطالة، لأن التعليم الملقن لهم لا علاقة له بحاجيات سوق الشغل، مؤكدا أنه، بفضل التعاون والالتحام القائمين بين مختلف مكونات المجتمع، سيتم، لا محالة، إصلاح هذه المنظومة، حتى تعطي المدرسة العمومية النتائج المرجوة، ومعتبرا دور هذه المدرسة محوريا، لأنها أعطت جل الكفاءات التي تسير المغرب، الآن، والتي تعمل في عدة مؤسسات علمية مرموقة، على الصعيد العالمي.
كما نوه بالعمل المتميز الذي يقوم به نساء ورجال التعليم على صعيد الجهة، رغم الإكراهات التي يعانون منها، شاكرا المدرسة الأولى التي هي عائلة التلميذ المتفوق، التي تقوم بتحفيزه وحثه على بذل المزيد من العطاء لتحقيق التميز التربوي، ومعتبرا رجل التعليم حامل رسالة تمكنه من تربية وتعليم فلذات أكبادنا، وتجعله يحظى بثقة عالية، مما يستدعي من الدولة والسلطات إعطاءه القيمة التي يستحقها داخل المجتمع.
وفي الختام، عرف هذا الحفل تقديم لوحات فنية وفقرات موسيقية وغنائية، من طرف تلاميذ المؤسسات التعليمية بالجهة، وتوزيع جوائز وشواهد تقديرية على التلاميذ والطلبة المتفوقين في مختلف الاستحقاقات التربوية، بدءا بالامتحانات الإشهادية، ومرورا بالتقني العالي والأقسام التحضيرية، وانتهاء بجائزة أحسن مشروع مؤسسة بالجهة.