عماد بنحيون زيارة الملوك أو الرؤساء لدولة،ما، في قاموس العارفين بالتقاليد الديبلوماسية، سواء كانت هذه الزيارة رسمية أو غير رسمية، لا يمكن أن تكون إلا لدولة صديقة، فبالأحرى أن تتوج هذه الزيارة بالمشاركة في نشاط رسمي منظم من طرف هذه الدولة.
لذا، فمشاركة ملك المغرب بنفسه، رفقة وفد رفيع المستوى، في القمة الثالثة لمنتدى “الهند – إفريقيا” التي ستنظم بنيودلهي يوم الخميس 29 أكتوبر الجاري .تحمل معاني ودلالات قوية، تؤكد على انفتاح المغرب على كافة بقاع العالم بصفة عامة وعلى الهند بصفة خاصة، بالنظر لمتانة تاريخ علاقاته مع هذا البلد ، التي تتعدى وجود مجموعات هندية كبرى، بالمغرب ، من قبيل تاتا وبيرلا وراتنباكسي. أو مجالا لإتاحة الفرص الاستثمارية الكبرى سواء بموقعه الجغرافي المتميز، أو وضعه السياسي والاقتصادي المستقر،أو كمجال استراتجي ذو أهمية كبيرة، للفاعلين الاقتصاديين الهنود للولوج لإفريقيا وأوروبا ، بفضل اتفاقيات التبادل الحر المبرمة مع المملكة وتوقيع شراكة مع الفدرالية الهندية للتصدير.
دلالات هذه الزيارة لا يمكن إنكار أهميتها في توطيد المغرب لعلاقاته السياسية والاقتصادية مع دولة تعتبر ثالث قوة اقتصادية آسيوية وعضوا مؤسسا لمجموعة البلدان الصاعدة (بريكس)، ودورها المحوري على مستوى آسيا والمحيط الهادي، بالاضافة إلى أن هذه المناسبة ستعرف حضور أزيد من 40 شخصية من رؤساء وملوك العالم، للمشاركة في القمة، خاصة وأن من بينهم شخصيات ، هي الأغنى في العالم، بقدر ما يمثل حضور جلالة الملك إلى جانب زعماء ورؤساء الدول الشقيقة بهذا المنتدى رسالة مولوية قوية،يفهمها اللبيب، موجهة إلى الوفد المغربي وباقي الوفود المشاركة، ترسخ لجدية المغرب المعهودة وحضوره الدائم في جميع المناسبات الدولية والقارية العالية المستوى، وهو ما يضع الوفد المغربي المشارك، أكثر من غيره، أمام مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقه من طرف جلالته، تؤكد،ضمنيا، على ضرورة إعطاء الأهمية اللازمة لمثل هذه المناسبات واغتنامها لتأكيد الحضور القوي والدور الاستراتيجي للمغرب وتوطيد علاقته مع البلدان الصديقة والشقيقة خاصة بين دول جنوب ـ جنوب .