عبد الرزاق القاروني
في إطار أنشطتها الإشعاعية، نظمت جمعية قدماء طلبة وتلاميذ ابن يوسف بمراكش، خلال الأيام القليلة الماضية، بمقر فضاء الجمعيات الكدية بمراكش، نشاطا ثقافيا وفنيا لتخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى الستين لعيد الاستقلال المجيد.
وفي مستهل هذا اللقاء الذي أداره ونشطه الدكتور عبد الله حاتم، نائب رئيس الجمعية، ألقى السيد عبد المنعم أبو الأرباح، نائب الكاتب العام بالجمعية، كلمة باسم اللجنة المنظمة، أشار من خلالها إلى أن هذا اللقاء يروم إحياء ذكريات وطنية عاشها المغاربة خلال القرن الماضي، انضافت إلى أمجادهم عبر التاريخ، ألا وهي الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى الستين لعيد الاستقلال المجيد، شاكرا الحضور الكريم على تلبية الدعوة ومشاركته للجمعية في هذا الاحتفال، وكذا السيدة مديرة فضاء الجمعيات الكدية على تيسير عقد هذا اللقاء، وعلى المساعدات التي قدمتها للجمعية.
عقب ذلك، قدم السيد عبد الرحيم الشنكيطي الأنصاري، رئيس الجمعية، مداخلة حول نضال المغاربة لتحرير الصحراء، أكد فيها على أن وضعية الصحراء، منذ القدم، كانت تعتبر مجال استيطان بشري متنوع، انطلق منه تكوين دولة المرابطين، ليشكل فيما بعد جزءا من مجال أوسع في عهد دولة الموحدين، مشيرا أن الغزو الاستعماري للصحراء المغربية يأتي في إطار مخطط كبير للاستعمار الأوروبي الحديث.
وأضاف أن تجدد الأطماع الاستعمارية في الصحراء والمغرب عموما، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قد تم التصدي له بالمقاومة إلى أن تحقق الاستقلال، موضحا أن المغاربة ظلوا يناضلون من أجل استكمال تحرير الوطن، وتحقيق وحدته الترابية، لذلك تم الإعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء، من طرف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، ومبرزا أن النزاع حول الصحراء قد تطور من حالة الحرب إلى محاولة تنظيم الاستفتاء وفشل ذلك، مما جعل جلالة الملك محمد السادس نصره الله يطرح فكرة الحكم الذاتي المتفاوض عليه، تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة.
ومن جهته، ألقى السيد قاسم بنداود، عضو الجمعية، مداخلة في موضوع التحولات الكبرى الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الصحراوية المسترجعة إلى حظيرة المملكة المغربية، تطرق فيها إلى عدة قضايا، من بينها: المؤهلات الطبيعية والبشرية، والاستثمار في العنصر البشري والحاجيات الضرورية، مهنئا الأقاليم الجنوبية على كل ما أنجز وتحقق، ومشيرا إلى أنها قد تتحول إلى قطب جذب لهجرات بشرية من كل جهات المغرب، في إطار من التكامل والتضامن، وأنها حقا تعيش ثورات تلو أخرى بفضل رجالها ونسائها، كإسهام منهم في صفحات تاريخ بلدنا العزيز.
أما السيد عمر البرج، عضو الجمعية، فحاول مقاربة البعد الاجتماعي والفني الإبداعي للمسيرة الخضراء المظفرة، حيث تناول في البعد الاجتماعي مجموعة من القضايا التي تعد ركائز وجود واستمرار الشعوب في الحياة داخل الوطن، من وجهة نظر علماء الاجتماع، في حين تطرق في البعد الفني والإبداعي لدور المبدع والفنان في تحفيز المواطن المغربي، بطواعية، للمساهمة في المسيرة الخضراء، مع الوقوف عند بعض النماذج والأشكال الفنية، التي ساهمت في هيجان وجدان الإنسان المغربي من شماله إلى جنوبه، ليختتم عرضه بقصيدة زجلية وطنية، من نظمه، تمجد مبدع المسيرة الخضراء المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، وما قام به وريث سره جلالة الملك محمد السادس، من استمرار التعبئة المندمجة والتلاحم، والتنمية الاجتماعية والفكرية والاقتصادية في مختلف ربوع أقاليمنا الصحراوية المسترجعة.
إلى ذلك، قدم السيد محمد سمير، عضو الجمعية، شهادة عن المواقف الوطنية والنضالية لطلبة كلية ابن يوسف إبان فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب. كما أدلى السيد ابراهيم أبالي، الكاتب العام للجمعية، بانطباعاته وارتساماته عن مشاركته في المسيرة الخضراء السلمية. ثم تلا الشاعر عبد الرحيم العفير قصيدة بالمناسبة، تحت عنوان : “عيد نور”.
وعرف هذا الحفل، أيضا، عرض أشرطة وثائقية تعرف بالحدثين الوطنيين موضوع هذا اللقاء، إضافة إلى تقديم فقرات فنية وثقافية، بشراكة مع جمعيات الفضاء المشترك للانفتاح على المحيط. وفي الختام، تمت تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة انعقاد فعاليات هذا النشاط الاحتفالي الوطني والجمعوي الهام.