ثقافة وفنوندوليشأن محليعام

“بحضور ثلاثة وزراء وشخصيات مهمة “مدينة مراكش تخلد بقوة ذكرى ثلاثين سنة على إعلانها تراثا عالميا من طرف منظمة اليونسكو

IMG_0027 IMG_0688 IMG_0689 (1) IMG_0031 IMG_0032 (2) IMG_0026احتفالا بالذكرى الثلاثين لإعلان مدينة مراكش تراثا عالميا للإنسانية نظم المجلس الجماعي لمدينة مراكش من 18 إلى 20 دجنبر 2015  تظاهرة ثقافية علمية وفنية كبرى بشراكة مع جمعية منية مراكش ومنسقية الجمعيات التي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي لمدينة مراكش وولاية ومجلس جهة مراكش آسفي ووزارات الثقافة والسياحة والأوقاف والشؤون الإسلامية ومجلس عمالة مراكش.

وتعتبر هذه الاحتفالية الكبرى، ملتقى لتقييم المنجزات التي حققها مختلف المتدخلين سواء من القطاع العام أو الخاص خلال العقود الثلاثة الأخيرة. فكل التدابير والإجراءات التي تم اتخاذها ترنو إلى تأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة وحدائقها ومعالمها التاريخية من رياضات، مساجد، زوايا مدارس عتيقة وفنادق؛ كما انصب الاهتمام على التراث الشفوي اللامادي لساحة جامع الفناء.

وقد شكلت هذه المناسبة الكبرى محطة للمنظمين لإرساء أسس وقواعد مخطط تأهيل شامل وبعيد المدى لإدماج وتجميع جل التدخلات من اجل إحياء وترميم النسيج العمراني للمدينة العتيقة وصيانته من الأضرار التي تتسبب فيها عوامل بشرية وبيئية.

هذا وقد أقيمت على هامش هذه التظاهرة الثقافية ورشات عمل هامة وندوات ولقاءات وحفلات تراثية نشطها نخبة من الأساتذة والخبراء المغاربة والأجانب المختصين في علم التراث المادي والشفوي اللامادي؛ كما أقيم معرض كبير لتقديم حصيلة مختلف التدخلات لترميم وتأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة وإطلاع الجمهور على نماذج  من أعمال الترميم المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز.

وتجدر الإشارة إلى أن  مدينة مراكش صنفت من بين المدن الاثرية ذات العمران العريق منذ 1985 كما تميزت عن المدن الشهيرة العالمية بساحتها “جامع الفناء” المصنفة اعتبارا لتراثها الانساني الشفوي اللامادي منذ2001.

 

وجدير بالتذكير أن المملكة المغربية تزخر برصيد تراثي هام يموقعها بامتياز على المستوى العالمي من حيث المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية.

هذا ويعتبر التراث المادي موروثا حضاريا وجزءا من الذاكرة والهوية الثقافية  المغربية يفرض علينا تثمينه ورد الاعتبار إليه بصفته أحد مقومات الشخصية المغربية الضاربة في عمق التاريخ، وتسويقه ليلعب دوره كرافعة للتنمية المستدامة خاصة بالنسبة للمدن المصنفة تراثا عالميا من قبل منظمة اليونسكو.

وتتميز مدينة مراكش بكونها تزخر برصيد تراثي مادي يضم مجموعة من الأنسجة المعمارية والمواقع التراثية داخل المدينة العتيقة،  مما جعلها تحظى باعتراف من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة  اليونسكو، وذلك من خلال تصنيفها تراثا إنسانيا عالميا سنة 1985.

استنادا إلى مقتضيات القانون التنظيمي للجماعات، تضطلع جماعة مراكش إلى جانب مؤسسات ومصالح الدولة وفعاليات المجتمع المدني والفاعلين الثقافيين بمهمة حفظ وصيانة خصوصيات التراث الثقافي المحلي.

ولقد أوكل القانون المنظم للجماعات اختصاصات واسعة للمجالس الجماعية في مجال الصيانة والمحافظة على المآثر والمواقع التاريخية.

وانطلاقا من العناية التي يوليها المجلس الجماعي لمدينة مراكش للحفاظ على هذا الموروث والرصيد الحضاري الهام، وتثمينه باعتباره يجسد هوية المدينة وحضارتها، وباعتباره أحد مقومات التنمية المحلية للمدينة، فإن المجلس الجماعي لمراكش ما فتئ يضع ضمن مخططاته التنموية مشاريع تهدف إلى المحافظة على هذا الرصيد التراثي الهام، عبر مختلف عمليات الترميم والصيانة لكل المواقع الأثرية بالمدينة، إلى جانب باقي المتدخلين الآخرين في المجال سواء كانوا مؤسساتيين أو من تنظيمات المجتمع المدني.

وتتلخص تدخلات الجماعة في مجال المحافظة على التراث المادي وتثمينه من خلال عدة محطات:

* فعلى مستوى مجال التخطيط الإستراتيجي والبرامج التنموية

تعتبر مراكش من المدن العالمية القلائل التي تم تصنيفها مرتين من طرف منظمة اليونسكو كتراث عالمي مادي لا سيما مدينتها القديمة، و كتراث لا مادي شفوي بالنسبة لساحة جامع الفنا، إضافة الى مخزونها الثقافي و البيئي الكبيرين، و للحفاظ على هذا الامتياز فقد  سطر المخطط الجماعي للتنمية 2011-2016 مجموعة من المشاريع الت تهدف الى المحافظة و العناية بالتراث المادي للمدينة من خلال وضع مجموعة من البرامج الرامية الى تثمين النسيج العمران للمدينة من خلال ترميم الاسوار و الأبواب التاريخية و تأهيل الساحات و مختلف المواقع الأثرية لتأهيلها باعتبارها رافعة لإنعاش السياحة و الصناعة التقليدية باعتبارهما المحركين الأساسين للاقتصاد المدينة.

وقد جاءت هذه الاتفاقية لتعطي زخما ودفعة كبيرة لعدد من المشاريع المسجلة بالمخطط الجماعي للتنمية 2011-2016، لضمان تنمية متوازنة، مندمجة ومستدامة  للمدينة من خلال تقوية البنية التحتية والمرافق الاجتماعية، الثقافية و الرياضية. هذا إضافة إلى تحسين مؤشرات التنمية البشرية والمحافظة على المحيط البيئي، وكذا تدعيم الحكامة الجيدة في تدبير المرافق العمومية وتحسين الخدمات المقدمة إلى المواطنين، من خلال تبني مجموعة من المشاريع يتم إعدادها وإنجازها لفترة تمتد لأربع سنوات  2014-2017. و يمكن إجمال حصيلة تقدم إنجاز الأشغال المتعلقة بالموروث الثقافي المادي للمدينة كما يلي:

بالنسبة لإعادة تأهيل المدينة العتيقة:

فقد تم استكمال الدراسة المتعلقة بتهيئة المدارات السياحية، تهيئة ساحة بن يوسف، تهيئة ساحة بن صالح، تهيئة ساحة باب فتوح.

تقدم الأشغال بساحة الباهية بنسبة 10٪.

تقدم الأشغال الخاصة بالتأهيل الحضري لحي الملاح بنسبة 90 ٪.

تقدم الأشغال الخاصة بالتأهيل الحضري لحي قبور الشو بنسبة 20 ٪.

وفيما يتعلق بإعادة تأهيل الزوايا، الأضرحة والمتاحف:

تقدم أشغال إعاداة تأهيل ضريح سيدي يوسف بن علي بنسبة 60 ٪.

تقدم أشغال إعادة تأهيل الزاوية الكتانية بنسبة 50٪.

تقدم أشغال إحداث متحف الحضارة المغربية للماء بنسبة 40 ٪.

تقدم أشغال إحداث متحف التراث الديني بمدرسة بن صالح بنسبة 20 ٪.

تأهيل الفنادق الحرفية القديمة والمدابغ التقليدية:

من بين ما تجدر الإشارة إليه دور برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كآلية للتخطيط الإستراتيجي  في محاربة الإقصاء الاجتماعي الذي استفادت منه مختلف أحياء المدينة العتيقة، و ذلك في تكامل وانسجام مع مشاريع المخطط الجماعي للتنمية، حيث عملت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تعزيز التراث المادي، من خلال تأهيل الفنادق الحرفية القديمة والمدابغ التقليدية لتساهم في تحسين ظروف عمل الصناع التقليديين و في حفظ الذاكرة التراثية في مجال المهن التقليدية

وبهذا الشأن فقد استفادت من عملية التهيئة والترميم 10 دور للدباغة التقليدية بنسبة 100 ٪

كما استفاد 12 فندقا أثريا للصناعة التقليدية من عملية إعادة التأهيل بنسبة 100 ٪ و3 فنادق أخرى في طور الدراسة وإنجاز الصفقات

إحداث وإنعاش المدارات السياحية:

انسجاما مع روح المخطط الجماعي لمدينة مراكش للفترة 2011/2016، الذي سطر مشاريع ترمي إلى الرفع من مردودية القطاعات الاقتصادية الرائدة والتي تشكل قاطرة اقتصادية بمدينة مراكش، وبالنظر إلى الدور الذي تلعبه المدارات السياحية بالمدن العتيقة في إنعاش السياحة والتعريف بالتراث المادي وتسويق الصناعة التقليدية، فقد اتخذ المجلس الجماعي لمدينة مراكش خلال دورته العادية لشهر أبريل 2013 مقررا يقضي بالموافقة على إبرام اتفاقية شراكة بين وزارة الصناعة التقليدية، وكالة الشراكة من أجل التنمية، ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، الجماعة الحضرية للمشور القصبة، المجلس الجهوي للسياحة والجماعة الحضرية لمدينة مراكش، تتعلق باستدامة مشروع إحداث وإنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية بمراكش. وفي نفس السياق نظمت ورشة يومي 26 و 27 يونيو 2013 بمدينة الرباط عرفت حضورا لممثلي الوزارات والقطاعات المعنية بالسياحة والصناعة التقليدية حيث تمحورت الدراسة حول مناطق الاستقطاب السياحي ونقاط إنتاج وبيع منتوجات الصناعة التقليدية في المدينة العتيقة بكل من مدينتي فاس ومراكش، بالنظر إلى الدور الذي يقوم به هذا الموروث الثقافي في التعريف وإشعاع المدينة سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

حماية التراث البيئي:

لقد قام المجلس الجماعي لمدينة مراكش إلى جانب باقي الفاعلين المعنيين بعدة برامج ومشاريع تهدف إلى حماية وحفظ التراث البيئي، وخاصة واحة النخيل باعتبارها موروثا يستلزم العناية به ورد الاعتبار إليه. وفي هذا الصدد، فقد تم اتخاذ مجموعة من التدابير، وإبرام العديد من الاتفاقيات ورصد الخبرات العلمية والتقنية للحفاظ على هذه الواحة وحمايتها من الزحف العمراني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى