عاممجتمع

حقيقة رجوع عبد الحميد أمين إلى الاتحاد المغربي للشغل وطرد فاروق شهير./.

تداولت العديد من المواقع الإلكترونية خبرا مفاده أن الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل أقدمت على طرد فاروق شهير الرجل الثاني في الاتحاد المغربي للشغل الذي كان مؤهلا لأن يقود هذه المركزية بعد انتهاء الولاية الثانية لمخاريق سنة 2019، وذهبت أخرى إلى اعتبار مسألة الطرد بمثابة زلزال مدوي داخل الاتحاد المغربي للشغل خاصة وأن إعلان الخبر جاء بتزامن مع التصريح الذي فاجأ به الميلودي مخاريق مناضليه حينما أعلن على القناة الثانية في برنامج حديث مع الصحافة أن أمين عبد الحميد  سيعود معززا مكرما  إلى الاتحاد المغربي للشغل وألا أحد يمكنه طرده منه. والحقيقة هي غير ذلك ففاروق شهير لم يحضر أيا من اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد منذ المؤتمر الأخير المنعقد في مارس سنة 2015 والذي عين فيه كنائب رابع للأمين العام بعد أن انتخب نائبا أولا في مؤتمر 2010 وبذلك فهو الذي وضع نفسه خارج الأمانة الوطنية ولم يتم طرده من المنظمة إذ لازال يزاول مهامه كرئيس للاتحاد النقابي للأبناك بشكل عادي ولكن دون حضور اجتماعات الأمانة الوطنية، كما أن اللجنة الإدارية للاتحاد هي وحدها المؤهلة لطرد أي شخص من الاتحاد تماما كما كان الأمر مع عبد الحميد أمين ورفاقه في مارس 2012 وهي نفسها المؤهلة أيضا بإلغاء طرد عبد الحميد أمين ورفاقه وليس الأمانة الوطنية التي هي مجرد جهاز تنفيذي لمقررات اللجنة الإدارية والمجلس الوطني.

ولماذا إذن كل هذا اللغط؟

إن الأمر يتعلق هنا بمؤامرة حقيقية بين نقابيي النهج الديمقراطي بقيادة عبد الحميد أمين وبين الميلودي مخاريق على الطبقة العاملة ومناضلي الاتحاد. مؤامرة تضمن للميلودي مخاريق ولاية ثالثة على رأس الاتحاد وربما رابعة وخامسة إن أطال الله في عمره مع إزاحة فاروق شهير من المنافسة على رئاسة الاتحاد علما أن فاروق شهير هو الذي تسبب في طرد أمين وأتباعه وهو العدو اللذوذ لنقابيي النهج الديمقراطي الذين سبق أن طالبوا بطرده من الاتحاد، وكذلك ضمان سكوت نقابيي النهج عن كل اتفاق تراجعي مع ممثلي الحكومة بخصوص ملف التقاعد في مقابل عودة عبد الحميد أمين ورفاقه إلى أحضان الاتحاد المغربي للشغل معززين مكرمين وكأن شيئأ لم يحصل.  

قيادي آخر من داخل الاتحاد المغربي للشغل أجمل القصة في كون الدولة هي التي أمرت بطرد نقابيي النهج في خضم الربيع العربي وهي نفسها التي أعطت أوامرها حاليا بعودتهم إلى أحضان الاتحاد المغربي للشغل بعد أن قلمت أظافرهم وخاصة على مستوى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحزب النهج الديمقراطي وداخل النقابة أيضا ولذلك فعبد الحميد أمين قبل مكرها دخول هذه اللعبة الخبيثة حتى لا تندثر الجمعية والحزب وينفض الرفاق النقابيون من حوله وهو على قيد الحياة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى