بلاغ صحفي
تحتضن مدينة تيزنيت السلطانية يومي 29 و 30 أبريل 2016، الملتقى الوطني للمدن العتيقة التراثية بفضاء دار الثقافة محمد خير الدين و مجموعة من الفضاءات بالمدينة، و يأتي تنظيم هذا الملتقى تزامنا مع احتفالات المعمور باليوم العالمي للتراث حيث سيعرف لقاء تيزنيت حضور تمثيلية عدد من الوزارات و مشاركة عدد من الأكاديميين والأساتذة الباحثين إلى جانب ممثلي الهيئات و المنظمات التي تعنى بالشأن التراثي للمدن العتيقة.
و كما لا يخفى على الجميع فإن بلادنا تزخر بالعديد من الثروات … ويعتبر تراثنا الحضاري من أهم هذه الثروات ماديا كان أو غير مادي، بالحواضر أو القرى… كما تتقاسم الجماعات الترابية وغيرها من السلطات والمؤسسات وهيئات المجتمع المدني مهمة الحفاظ عليه وتطويره وتثمينه، وكرؤساء للجماعات نستحضر دوما ضرورة العمل اليومي للرقي بتراثنا ومدننا العتيقة.
واليوم هذه الحواضر – ومدينة تيزنيت من ضمنها – تعيش أوضاعا صعبة للغاية، في تجهيزاتها الأساسية وفي مبانيها التراثية أو المستحدثة وفي فضاءاتها ومساحاتها وأثاثها، وفي جل الأنشطة البشرية التي تحتضنها، و فضلا عن الصعوبات التي تعتري جملة من الخدمات الاجتماعية والجماعية المقدمة، وضع يزداد استفحالا مع النمو السكاني والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها بلادنا.
وإذا كانت كل المدن العتيقة تشترك في هذه الوضعية، فإن الاختلاف في حدة الوقع، ودرجة التدهور والتدني، لا ينفيان خطورة الحالة بشكل عام الشيء الذي يفرض علينا جميعا البحث المشترك وتبادل المعارف والخبرات والتجارب، بيننا كرؤسـاء للجماعات أولا، و إثـراء لمعارفنـا بالإفـادات العلـمية و العملية ثـانـيـا، و في هذا السياق يأتي هذا اللقاء الذي نسعى من خلاله عبر حـلقـات و ورشات. سندعو لها أكبر عدد من السادة رؤساء الجماعات، رفقة باحثين و مهتمين من ذوي الاختصاص.
هذا هو التصور العام للملتقـى الذي ندعـوكم إليه، بمـدينة تيزنيـت، وسنسعد بحضوركم و إغناء جلساته التشاورية و تدارس مواضيع منتقاة من صميم الانشغالات الأساسية المشتركة للسادة الرؤساء و منها:
- وثائق التعمير الخاصة بالمدن العتيقة.
- التجهيزات الأساسية و الخدمات الجماعية بالمدن العتيقة.
- صيانة و ترميم المباني التاريخية و كل التراث المادي و اللامادي للمدن العتيقة.
- الأدوار الاقتصادية للمدن العتيقة و موقعها في المخططات الجماعية.
- السير و الجولان و الفضاءات و الساحات العمومية بالمدن العتيقة.
- الإدارة العمومية و المجتمع المدني و إنقاذ المدن العتيقة.
- المقابر و المدافن و طرق التعامل معها.
- الموارد المالية و نفقات صيانة وإنقاذ المدن العتيقة.
- المدن العتيقة كفضاء للتسامح و التعايش.
هذه المواضيع المشتركة و غيرها من القضايا و الهموم التي تشغل المجالس الجماعية نريدها – و غيرها من المواضيع – أن تكون مجالا للبحث أولا ما بين الرؤساء و في جلسات خاصة خلال أيام الملتقى. وإذا كانت التجارب تختلف من مدينة لأخرى، فإن ما راكمته كل مدينة من خبرات، و ما نسجته من علاقات، و ما ظهر خلال السنوات الأخيرة من منظمات وهيئات للعناية بالمدن العتيقة صار من المطلوب تقاسمه ما بين المجالس، و من ذلك التقاسم و التعاون الذي ستسمح به عروض و حلقات و نقاشات الملتقى، سنصل إلى هدفنا المشترك في :
- الخروج بإعلان للمبادئ يكون منطلقا للعمل الجماعي المشترك.
- التأسيس لإطار للتشاور و العمل يضم كل المدن العتيقة التراثية.
- إعلان مدة الانتداب الحالي 2016-2021 فترة المدن العتيقة، تجند لها كل الطاقات الوطنية و ترصد لها المزيد من الإمكانيات على مستوى الدعم والجهد لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من حياة هذه الحواضر.
- المصادقة على مقترح مكان و توقيت عقد اللقاء القادم.
أملنا كبير في أن تكون هذه الدورة بداية تحول نوعي في التعاطي مع مشاكل المدن العتيقة، باعتماد التشاور و المدراسة و التعاون بين رؤساء جماعات هذه الحواضر التي تمثل بحق عمق الحضارة و الهوية لمملكتنا الشريفة.