ثقافة وفنونعاممجتمع

واقع وآفاق السوسيولوجيا المغربية على طاولة البحث بمراكش .

عبد العالي بجو 2f8d9270-17b9-4060-81ff-addabe37ae00

تنظم وحدة البحث في التواصل والمقاولات وثقافة التنمية التابعة لمسلك علم اجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش يوم الخميس 05 ماي 2016 على الساعة الرابعة زوالا، بقاعة الاجتماعات،بتنسيق مع مرصد مراكش للسوسيولوجيا لقاء حول موضوع :” واقع وآفاق السوسيولوجيا المغربية ” من خلال قراءة في كتاب الأستاذ الباحث حسن المجاهيد :

” سوسيولوجيا العالم العربي لدى جاك بيرك ” وسيشارك في هذه اللقاء كل من السادة الأساتذة والباحثين المهتمين والمتخصصين في الموضوع:

د. حسن المجاهيد : أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش؛

د. زكرياء الإبراهيمي : أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش؛

ذ . مروان لمدبر : أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش؛

ذ. يونس بنمورو : المدير التنفيذي لمرصد مراكش للسوسيولوجيا.

و يعتبر موضوع واقع وآفاق السوسيولوجيا المغربية من بين الموضوعات الاكثر أهمية و حيوية في التنظير للبحث السوسيولوجي بالمغرب والعالم العربي ورصد تطور إشكالياته  وقضاياه والعمل على تجويدها.

هذا وقد تم اختيار كتاب الأستاذ الباحث حسن المجاهيد – من قيدومي مدرسي علم اجتماع بجامعة مراكش – :  ” سوسيولوجيا العالم العربي لدى جاك بيرك ” كأرضية لتناول هذه الاشكالية . وجاء هذا الكتاب ثمرة لمجهود جبار بذله الباحث لتقريب قراء العالم العربي من المنجز السوسيولوجي الباذخ ل “جاك بيرك ” .

ويرجع السبب للاهتمام بأعمال هذا الهرم السوسيولوجي والانثروبولوجي الفرنسي إلى نوعية الأبحاث التي قدمها للمكتبة المغربية والعربية سواء على المستويين النظري أو المنهجي  حيث تجاوزت أعماله المئات من الكتب والمقالات والحوارات، بدءا من المونوغرافيات، مرورا بالعمل الإثنولوجي المتميز حول سكساوة بالأطلس الكبير، وصولا إلى ترجمة القراّن الكريم والأحاديث النبوية؛ وخلال ما يزيد على خمسين سنة عايش فيه هذا السوسيولوجي السلوكات العربية ، واحتك بها وتفاعل معها، من أجل فهمها في ماضيها وحاضرها وكيفية توجهها نحو المستقبل.

و مافتئ جاك بيرك خلال مشروعه الفكري برمته يبلور إشكاليات ومفاهيم ومقاربات بعيدا عن الطرق المعبدة وعن حدود التخصصات وتقسيم الأجناس مازجا بين النظرة العلمية والتجربة، بين التجريد والتجسيد بين النظري والعلمي في سعيه للإلمام بالواقع العربي في غناه وتعدديته وفي أبعاده المحلية والكونية، ومهما تعددت وتنوعت موضوعات هذه الإشكاليات يبقى مركزها الإنسان العربي في تعابيره، في نجاحاته وإخفاقاته، في عنفه وليونته، في إقدامه وتردده، وفي سعيه إلى إثبات وجوده مع الأخر وبالرغم منه ، من هذا المنطلق تزداد أهمية محاورة هذا المفكر في سياق ما يعرفه العالم العربي اليوم من غليان إجتماعي كتعبير عن أزمة هوياتية عميقة بالعودة إلى التفكير الأصيل والهادئ، بعيدا عن الصخب الإعلامي وهلوسات المقاربات الانفعالية للحدث الساخن.

بناء على سبق يتبين مدى جسامة العمل الذي قام به الأستاذ الباحث حسن المجاهيد، سعيا منه إلى رد الإعتبار لهذا الباحث الأصيل، فبقدر ما أخضع جاك بيرك لمرآته السلوكات العربية في ماضيها وحاضرها وفي كيفية توجهها نحو المستقبل، بقدر ما أخضع المؤلف أعمال جاك بيرك لمرآته الخاصة. ومما لا شك فيه أن هذا الكتاب سيغطي ذلك الخصاص الذي تعاني منه المكتبات العربية ليغذي النقاش حول مآل العرب والمسلمين.

يشار إلى أن مرصد السوسيولوجيا بمراكش هو مركز بحث علمي خالص  أسس في 9 من يونيو 2013 بمراكش بمبادرة من نخبة من الباحثين والدارسين لعلم الاجتماع من جامعات مغربية متعددة، وعيا منهم بأهمية المعرفة الأكاديمية السوسيولوجية، وضرورة تكاثف الجهود، وتظافرها من أجل الإسهام في الحقل العلمي المغربي عامة ، والحقل السوسيولوجي خاصة ، وتطوير هذه المنظومة الفكرية وتجديدها بما يتماشى ومستجدات الحقل ذاته، بهدف مواكبة تحولات المجتمع والإستجابة لحاجياته الصغرى (ميكرو) والكبرى (ماكرو) وفق إطارات من الوصف، ومحاولة الفهم، والتحليل والتفسير لكل الظواهر التي تعتمل بداخله، ضمن مستويات جادة من التعاون العلمي المشترك، وتبادل الأفكار والتجارب مع باقي المهتمين، الذين يتبنون نفس إهتمامات المرصد وتصوره، وقيمه وأهدافه؛ خدمة من جهة للفكر السوسيولوجي عامة، وللمجتمع من جهة أخرى .

كما يستهدف المرصد تنشيط الحياة الثقافية والجامعية من خلال توظيفه للمعرفة السوسيولوجية عبر الملتقيات والورشات التكوينية، وإنجاز الدراسات والأبحاث ، وتعبئة مختلف الطاقات المؤمنة بدور السوسيولوجيا وقيمتها لفهم نبض المجتمع وديناميته، وذلك في أفق تأسيس ” مدرسة مراكش للسوسيولوجيا ” مساهمة من المرصد في بناء نماذج نظرية وأطر مفاهيمية نابعة من الواقع المغربي ومن إشكالياته الإجتماعية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى