اقتصادعام

“حول منظومة الأركان بالأطلس الكبير”


منهجية التدبير في ظل الاكراهات المناخية الحالية.l'arganier photo..jpg 02l'arganier photo..jpg 01

 

تواصل المديرية الجهوية للمياه و الغابات و محاربة التصحر للأطلس الكبير مقاربتها في تدبير المجال الغابوي، عمليات ممنهجة من حيث النوعية والجودة والمردودية. إنجازات مهمة بفضل المجهودات الجَبَّارة التي تبذلها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في إطار برنامجها العُشاري   2015-2024 الذي يعتبر استمرارية للمخطط العشري 2005-2014.

 

خير مثال لتسليط الضوء على منهجية التدبير الغابوي بالأطلس الكبير هو المنظومة الإيكولوجية للأركان. للتذكير فقط، فلهذا الصنف الغابوي أدوارا متعددة فهو مصدر للطاقة والعلف إضافة لدوره الاقتصادي في إنتاج زيت الأركان و مشتقاته ودوره الايكولوجي في حماية التربة وتحسين الظروف البيئية و الحد من زحف الرمال و محاربة التصحر و مساهمته و بشكل فعال في استقرار الساكنة بالأرياف.

 

وتتواجد منظومة الأركان بالأطلس الكبير تحت مناخ شبه جاف إلى جاف بمنطقة حاحا بين الصويرة و اكادير و كذلك بمنطقة الشياضمة و بغابات بالصويرة غزوة، نكنافة ، بسهول افرخس و سهول ايت عسي، كرتي ،اد اوسارن.

 

وتبقى التغيرات المناخية إلى جانب الاستغلال الغير المعقلن من رعي جائر وجمع ثمار الأركان و حطب التدفئة من أسباب هشاشة هذه المنظومة بالمنطقة و التي تحد بشكل مباشر من إمكانية التخليف الطبيعي لهاته المنظومة الغابوية، مما يستدعي اللجوء إلى التخليف الاصطناعي عبر غرس شجيرات الأركان التي يتم إنتاجها بالمشتل الغابوي أوناغة بالصويرة 220.000)شجيرة أركان سنويا)، بحيث و منذ 2005 تم تخليف أكثر من 4150 هكتار من الأركان بالمنطقة.

 

كما تقوم المديرية بتفعيل مشاريع مبرمجة في إطار المخطط العشري2015 -2024       و التي ترمي و بوتيرة تصاعدية  إلى تشجير و تخليف  13.806 هكتار من الأركان في أفق 2024، عمليات تتوافق وبرامج التهيئة والتي تنفذ بطريقة تعتمد منهجية علمية بحتة تأخذ بعين الاعتبار نتائج البحث الغابوي لضمان تكيف و استمرارية هذا الصنف الغابوي في ظل الإكراهات المناخية الآنية و المستقبلية.

 

من جهة أخرى و لتخفيف الضغط على هذه الثروة الطبيعية من رعي مكثف..الخ، تتبنى المندوبية السامية رؤيا قيادية تأخذ بعين الاعتبار المعطيات البيئية والاجتماعية و الاقتصادية الهادفة إلى تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية و تُعطي الأولوية فيها للتنمية المندمجة للمناطق الغابوية، اعتمادا على مبدأ تشاركي أخذا بعين الاعتبار ضرورة التوافق بين المحافظة على الثروات الغابوية و تلبية حاجيات الساكنة المحلية.

 

في هذا السياق فالمديرية تساهم في تطوير سلاسل الإنتاج المرتبطة بمنتجات الأركان وفق منهجية تعتمد التدبير المستدام للموارد مع كافة الفرقاء . كما تنظم ذوي الحقوق في جمعيات رعوية. فمثلا حاليا بالصويرة 9جمعيات رعوية تنظم ذوي الحقوق على مساحة تقدر بحوالي1494 هكتار تستفيد سنويا من منح المقاصة عن حقوق الانتفاع في المناطق المحظورة من الرعي. تعويض يبلغ 350 درهما للهكتار في السنة.كما تنظم الساكنة القروية وخاصة العنصر النسوي في تعاونيات نسائية  لاستغلال وتثمين زيت الأركان لتحسين وضعيتهن السوسيو اقتصادية.

وللتذكير فالأركان المتواجد بالصويرة ينتمي إلى المحيط الحيوي للأركان المعترف به من طرف اليونسكو في 1998و المدمج ضمن شبكة دولية لهذا النوع من المحميات.كما تصنف شجرة الأركان كموروث جيني استنادا لبرتوكول ناكويا ( اليابان في 29 أكتوبر2010)  المعتمد  بالتوافق مع اتفاقية التنوع البيولوجي، صنف وجب المحافظة عليه إذن لأهميته في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية، الشيء الذي يجعله مجالا ذا أولوية بالنسبة لتدبيره المستدام على المديين القريب و البعيد.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى