ثقافة وفنوندوليعام

الدورة ال 16 للمهرجان الدولي للفلم بمراكش وواقع السينما المغربية./.

الدورة ال 16  للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش وواقع السينما المغربية./.img_4795photo-fifm2016pr-my-rachidphotofifm2016takrim

                                                                                                                           أولا لابد من التمييز بين المهرجان الدولي للفيلم بمراكش باعتباره تظاهرة سينمائية عالمية بامتياز وواقع السينما المغربية في كل تجلياته. هذا الواقع الذي يسائلنا جميعا كجمهور  . فحينما نقرأ حصيلة المركز السينمائي المغربي التي اصدرها هذا الاخير سنة 2011 والذي يقر من خلالها بانه مول 47 فيلما خلال فترة تمتد لسنتين بما يناهز 10 مليار سنتيم ، فيما لم تتجاوز ايرادات هذه الافلام مجتمعة “واحد” مليارسنتيم الشئ الذي يطرح اكثر من تساؤل حول من يقف وراء هذا العبث والتبدير الغير المبرر للمال العام إذا علمنا ان الأشخاص الذين استفادوا من هذا الدعم   لازالوا يستفيدون بدون حسيب ولا رقيب  وعلاقة بالموضوع فنحن لسنا ضد دعم انتاج الافلام السينمائية ولكن ضد صرف  هذا المال لمنتجي الافلام الرديئة . ومن بين الاسباب ايضا التي اوصلت المشهد السينمائي المغربي لهذا الوضع هودخول اشخاص   لا علاقة لهم   بعالم الانتاج والاخراج السينمائيين الى هذا الميدان همهم الوحيد الاستفادة من الدعم رغم قلة الخبرة وغياب بل وانعدام ادنى الشروط المطلوب توفرها في المخرج او المنتج السينمائي سواء على المستوى الاكاديمي او المهني ./.
img_4819                                                                                       photo-fifm2016abdarraouf  photo-fifm2016-japan                فمن يتحمل مسؤولية هذا الواقع المرير ياترى؟ الكل مسؤول كما سبق واشرنا اليه . ولكن المفارقة العجيبة هو ان المغرب ينتج اكثر من 25 فيلما طويلا و70 فيلما قصيرا ، طبعا كلها مدعمة من طرف المركز السينمائي المغربي وهذا كله في ظل غياب قاعات سينمائية كافية على امتداد التراب الوطني فلمن ننتج هذه الافلام التي لا تصل ايراداتها حتى الى عشر المبلغ الذي تم صرفه في انتاج فيلم من الافلام والتي في اغلبها افلام رديئة لا ترقى الى جلب فئة عريضة من الجمهور وتحقق بالتالي ارباحا . وحتى الافلام التي تجلب نسبة معينة من الجمهور فهي افلام الاثارة في الغالب ومنه فإن الجمهور يتحمل مسؤولية الاقبال على هذا النوع من الافلام المصنفة من طرف النقاد بالرديئة وبالمناسبة فان من يقول بان الناقد السينمائي يساهم في تلميع صورة مخرجي ومنتجي الرداءة فعليه ان يعلم ان معظم جمهور الافلام الرديئة لا يقرا ما يكتب بجدية عن السينما وحتى وان تابع ما يكتب فهو يتابع اخبار الفضائح والتشهير (حسب الناقد السينيمائي المغربي عبد الكريم واكريم ) أما لجنة الدعم فمسؤوليتها اكبر إذا علمنا ان الدعم تدخل فيه حسابات لا علاقة لها بالمهنية في اغلب الاحيان ولكن تبقى الزبونية والمحسوبية هي سيدة الموقف والمقياس الغالب في هذه الحالة لأن واقع السينما المغربية يؤكد ذلك  بالاضافة الى عزوف المشاهد المغربي عن ارتياد القاعات السينمائية على قلتها.                                                                                                         وعلى ذكر القاعات السينمائية لابد من التنويه بالمجهودات التي يقوم بها السيد صارم الفاسي الفهري المدير الحالي للمركز السينمائي المغربي والتي تتجلى في الإهتمام بالقاعات السينمائية وبالخصوص بالمغرب العميق والتي جعلها من اولويات عمله (حسب تصريحه في احدى المحطات مند توليه ادارة هذا المركز ) وعلاقة بالموضوع فلابد ان نعترف بان السينما المغربية عرفت قفزة نوعية خلال العشر سنوات الاخيرة ان على مستوى الكم او النوع  وعدم برمجتها خلال الدورة الحالية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش لا يعني انها دون المستوى والمنضمون ادرى من اي احد بهذه المسالة  كما لهم مبرراتهم حيالها  اما الذي يقول بان “المهرجان ديالنا” ويجب اعطاء الاولوية للافلام المغربية وان تكون اللغة العربية هي السائدة في المهرجان فهو واهم ومخطئ لان الذين اسسوا لهذه التظاهرة العالمية / “المهرجان الدولي للفيلم بمراكش” يعرفون مايقولون فهذا المهرجان تظاهرة سينمائية دولية تقام كل سنة على ارض مراكش .   وعلى الرغم من كل ماسبق فان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش قد أخذ طريقه نحو العالمية وهذا بشهادة عمالقة السينما العالمية الذين حضروا وعايشوا فعاليات الدورات السابقة بما فيهم اعضاء لجنة التحكيم او المهنيين وعلى ذكر لجنة التحكيم لابد من التنبيه الى بعض الامور التي تصدر من بعض الاشخاص سواء كانوا ضمن لجنة التحكيم او ممثلين ، فغالبيتهم لا تنوه بالمهرجان الا بعد انطلاق فعالياته فعلى سبيل المثال لا الحصر  فان رئيس لجنة التحكيم الدورة الحالية ” بيلا تار “. قد صرح خلال الندوة الصحفية الخاصة بلجنة التحكيم والذي قال حرفيا : “…اعتقد انها كانت المرة الرابعة او الخامسة التي يطلبون مني فيها ذلك ووافقت اخيرا لا ادري لماذا … لان السيدة مديرة المهرجان الحت علي لكنني قبلت في الاخير وكان هذا جوابا على سؤال كيف قبلت رئاسة لجنة التحكيم ؟ وهذا يدفعنا الى التساؤل حول المراد بكلمة (قبلت) علما ان المثل الشعبي المغربي يقول “عزها تعزك ياللعجب هذه التظاهرة العالمية التي تسهر عليها مؤسسة من حجم مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش برئاسة الأمير مولاي رشيد وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تطلب من  سينمائي مخرجا كان او منتجا ان يتفضل ويتواضع و يقبل  رئاسة  لجنة التحكيم  فهل صحيح ان ادارة المهرجان تلح في الطلب من الضيوف لحضور فعاليات دورات المهرجان. لقد عرفت الدورة16تكريم المخرج والسيناريست الهولندي بول فيرهوفن لأول مرة طيلة مسيرته الفنية،صحبة الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، بطلة فيلمه الأخير “هي”.وعند تسليمه النجمة الذهبية قالت إيزابيل أوبير: “أحب حريته واستقلاليته، وقدومه إلى هوليود هو بمثابة ولادة جديدة في سماء الفن السابع”، وأضافت: “خلال عملي إلى جانبه، أشعر بأني حرة. وهذه الملكة لا يتوفر عليها إلا مخرج بارع”.يذكر ان المكرم  عقد  لقاء مع النقاد والمهتمين بالفن السابع للحديث عن تجربته الفنية ضمن فقرة “ماستر كلاس”، وخصص جزءا كبيرا من مداخلته للحديث عن الممثلة إيزابيل أوبير، مؤكدا أنها هي من أقنعته بالقدوم إلى مراكش والمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم. المخرج والممثل الياباني “شينيا تسوكا موطو “صاحب الفيلم الشهير تيتسو الرجل  الحديدي الذي يحكي فيه عن رجل اعمال يتحول الى مخلوق غريب نصفه انسان ونصفه الاخر من حديد.معضم افلام المحتفى به تعكس ماكان يحس به في صغره وما كان يعيشه من كوابيس لكثرة خوفه من الظلام حيث كان ينتابه شعور بالموت خلال الليل وهكذا يكون قد تقاسم كوابيسه ومخاوفه مع الجمهور لعله يتحررمما كان يخاف منه في الصغر.تكريمه من طرف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 16 هودعم وتحفيز لبذل المزيد من العطاء حسب قوله كما شكر الامير مولاي رشيد بمناسبة هذا التتويج الذي حضي به السينمائي الياباني يوم الاحد04 ديسمبر2016. كما عرفت نفس الدورة تكريم كل من  المخرج المغربي الكبير “الراحل عبد الله المصباحي” وطبعا الفكاهي المغربي ” عبدالرحيم التونسي المعروف ب ” عبد الرؤوف ” وكان ذلك مساء يوم الثلثاء 06/12/2016 عشنا من خلاله لحظة وجدانية مع نجلة الراحل عبدالله المصباحي التي تسلمت النجمة الذهبية نيابة عن اسرتها خلال تكريم والدها المخرج السينمائي المغربي  “الكبير” الذي اعطى للسينما المغربية الكثير واغنى خزانتها بافلام خالدة كما كان يقول الراحل – ردا على ابنته التي كانت في صغرها تخاطبه قائلة ستبقى خالدا يا ابي – اعمالي هي التي ستبقى خالدة يا بنيتي ! فهنيئا لاسرته الصغيرة والكبيرة بهذ التكريم المستحق حتى ولو جاء متاخرا على حد تعبير ابنته التي تمنت لو كان هذا التكريم في حياة والدها ولكن هذه مشيئة الله . تكريم الراحل عبد الله المصباحي  تزامنا مع  تكريم ” عبد الرؤوف ” له رمزية مفادها ” لنكرم السينمائي قبل رحيله الى دار البقاء ” . واخيرا يكرم الفكاهي المغربي “عبد الرؤوف ” وسط مجموعة من زملائه الجدد والقدامى مصحوبا بابنته شاكرا في كلمة قصيرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والامير مولاي رشيد على هذه الالتفاتة كما تسلم بدوره النجمة الذهبية من طرف الفكاهية حنان الفاضلي التي نوهت بالمحتفى به وعاتبت المنتجين المغاربة على عدم اهتمامهم بامثال “عبد الرؤوف” ومباشرة بعد حفل التكريم استمتع الحضور بمشاهدة فيلم ” عمي ” للمخرج ” نسيم عباس “. في نفس اليوم على الساعة الخامسة مساء التقى المخرج السينمائي الكندي “PAUL HAGGIS ” في اطار فقرة سينما المدارس مع نخبة من المهتمين بشان الفن السابع . كانت الجلسة مع هذا الهرم جد ممتعة لدرجة اننا لم نشعر بمرور الوقت حين سافر بنا المخرج بدءا  بطفولته ومعرجا على اهم محطات حياته المهنية والاجتماعية الخاصة , منشط الفقرة كان ذكيا في طرح اسلته بقدر ما كان مرحا وخفيف الظل بالمقابل ضل المخرج صريحا ومنطقيا في ردوده التي كانت متسقة ومركزة رغم تفصيله لكل نقطة تمت معالجته لها ; كما صرح بذلك فانقطاعه عن الدراسة لم يمنعه من الوصول الى ما هو عليه الان علما ان والدتة كانت تريد ان يصبح طبيبا على حد قوله والذي يتمعن في كلامه عن مساره المهني يدرك الدور الكبير الذي  تلعبه العصامية في تكوين شخصية الانسان . تحدث الرجل عن الالهام ( فاول ملهميه كان ” هتشكوك ” المخرج العالمي الكبير )  وتحدت كذلك عن الحلم الذي الهمه الكتابة حين استيقض على الساعة الثانية صباحا وبدا في كتابة اول سيناريو له معترفا بكل شجاعة ان تلك الكتابات كانت جد ضعيفة ويحتاج المرء الى سنوات حتى يصبح كاتب سيناريو جيد ( كتابة 25 صفحة اخدت منه سنة كاملة ) وعلاقة بالمضوع ومن خلال تجربته الميدانية قدم نصيحة مفادها   ” على السينارست الا يكتب لممثل بعينه”.كان من الطبيعي ومن المفروض حضور” المهنيين ” المغاربة ( مخرجون ومنتجون وسينارست …) لكن ومع الاسف لا احد منهم حضر لان منتجي الرداءة منهم لا يعرفون سوى البساط الاحمر واخد الصور ( الله يعطينا وجهكم نمثلو به شي فيلم ) تحت عنوان وداعا افلام الرداءة  .وهنا تحضرني الجملة الشعرية الشهيرة للراحل محمود درويش (… لا يعرفون سوى الخطابة والفرار…) بالمناسبة اقول للراحل : هؤلاء ياسدي لا يعرفون الخطابة ولا يريدون الفرار ولو كانوا كذلك لقلنا لهم فروا الى من حيث اتيتم فلا دعم لرداءتكم بعد اليوم ! ويذكرانه على هامش هذه الدورة تراس الامير مولاي رشيد حفل عشاء ليلة اليوم الثاني من انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على شرف ضيوف المهرجان وفي مقدمتهم اعضاء لجنة التحكىم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى