رياضةعام

نظرة على واقع الرياضة الوطنية

  • الرياضة هي قسم كبير و هام من الثقافة والتكوين والتربية عامة، فهي تعتني بالإنسان  خصوصا من الناحية الصحية: برعايته و صقل مواهبه وهي كذلك وسيلة للتعارف و نسج العلاقات بين الجميع …و الآن فدورها أصبح أكبر و أهم بل و جزءا شاغلا: فلا يكاد يكون ميدانا من ميادين الحياة، إلا و هي حاضرة بثقلها الوازن و المؤثر… ــ و حتى اقتصاديا و سياسيا ــ … فهي تبني و تشيد و تسهل المرور لكل ما فيه خير للبشرية…مرت الرياضة عندنا بمراحل عديدة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي،   المفروض فيهما أن يقترنا و يسيرا على خطين متوازيين. لكن و من غريب الصدف أو لسوء حضها و حضنا فهي تعرف واقعا استثنائيا مؤلما، يجب التصدى إليه وتغييره.

    و ذلك يتجلى في ما يلي :

    ففي الزمن الماضي ألقريب لم تكن العديد من الوسائل لمتوفرة سواء فيما.يخص البنية التحتية و التجهيزات اللازمة و الامكانيات المادية  و العلمية

    هذه الأخيرة التي عرفت تقدما لافتا وأساسيا، يساعد على التطور السريع المبني على قواعد صحيحة وركائز قوية…

    ورغم هذا فوطننا عرف إشعاعا جعله يتبوأ المقدمة في العديد من الرياضات. وهذا تحقق بفضل تضحيات و استماتة، من طرف رجال كانوا جنودا يتوفرون على سلاح و أدوات تكاد تكون منعدمة، لكنهم يؤمنون  بأن رسالتهم وطنية محضة، يجب الدفاع عنها حتى ايصالها  بكل قوة وعزيمة لأبناء هذا الوطن، لكي يؤذوا واجبهم نحوه باحتلاله المكانة اللائقة وبخصوصيته و ومميزاته البشرية و الطبيعية بين الأمم ، ويساهم في التألق الانساني ليتصدر المراتب الأولى التي ترفع علمه عاليا خفاقا ، دوليا و عالميا .

    و الآن وفي الوقت الذي أصبحت فيه الكثير من الوسائل متوفرة، والناحية المادية لأبأس  بها، فها نحن نعرف اخفاقا حد من طموحاتنا وتألقنا وجعلنا نعرف تراجعا مقلقا. وهذا يتبين في كثير من الأشياء: منها التسابق لاحتلال المواقع في المسؤولية.وكل واحد له مآرب خاصة ،و يتزاحم لغرض في نفس يعقوب .

    وبهذا تكونت عقلية مهيمنة خلقت واقعا أخر، لا يمكنه أن يفضي إلا للانحطاط  و التراجع ، فكل من تحمل مسؤولية يكون اول عمل يقوم به هو تجاهله الاخرين و عدم الاعتراف بهم ، خصوصا بالذين كانوا قبله، بل يهمشهم ويدعي أن الحياة لم تبدأ إلا بمجيئه متناسيا أن التاريخ يسجل كل شيء والذي يحز في النفس كثيرا، هو أن الرياضيين الممارسين لا يكادون يحصلون على نتائج مهمة، حتى  يتنكرون هم كذلك  لكل من كان وراءهم    و لا يعترفون به، و هذه  قمة النذالة و عدم الاعتراف،بل إن البعض إذا اعترف فانه يدعي أن أجنبيا هو من عمل على انجاحه، و هذه “موضة”  من بعض  “قليلي الترابي” لأنهم يعتقدون بان ذلك يعد امتيازا بالنسبة اليهم

    هذه الاشياء تأتي على راس قائمة المسببات في خلق هذا الواقع  المؤسف عليه، الذي يزداد  تفاقما خصوصا و أن الاهتمام بالتوثيق حتى لا  تضيع الكثير من الحقائق يكاد يكون منعدما.

    وهذه الملاحظات سنتطرق  اليها بتفصيل في مناسبات أخرى.

    عبد الله باخيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى