ثقافة وفنون

تكريم السيد مدير أكاديمية جهة مراكش تانسيفت الحوز خلال مهرجان الملحون والأغنية الوطنية بمراكش

 

 

عبد الرزاق  القاروني

  تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، واحتفاء بذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وبتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز، وعدة شركاء آخرين على صعيد الجهة، نظمت جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، خلال الفترة الممتدة من 05 ماي إلى غاية 09 منه بمراكش، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية، التي تحمل اسم  “دورة المايسترو عبد العاطي آمنا”، تحت شعار: “الأغنية الوطنية في خدمة وحدتنا الترابية”.

   وتروم دورة هذه السنة تعريف الجمهور بالملحون والأغنية الوطنية، وملامسة عمق الدلالات الفنية والملحمية للأغنية الوطنية، وما تؤشر عليه من إدراك للرهانات الوطنية الحالية، وكذا خلق شراكات فنية مع فرق موسيقية من الخارج، وتقديم بعض الإصدارات الثقافية التي تعنى بالملحون والتراث المغربي الأصيل.

   وخلال فعاليات هذا المهرجان، تم تنظيم أمسية فنية خصصت لتكريم السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، حيث تم عرض شريط وثائقي، يتضمن شهادات في حقه، من طرف أحد أقاربه، وبعض الفعاليات التربوية على صعيد الجهة. كما تم تقديم مجموعة من الهدايا التذكارية للمحتفى به، عرفانا وتقديرا للخدمات الجليلة التي قدمها لقطاع التربية والتكوين بمختلف ربوع الوطن.

   وبهذه المناسبة، تناول الكلمة المحتفى به، ليشير أنه يجب ربط تاريخ هذا البلد بمستقبله، الذي يتمثل في المدرسة المغربية، وأن أي استثمار نقوم به، فهو موجه، بالأساس، لهؤلاء الأطفال والشباب الذين يشكلون مواطن الغد، مضيفا أن أحمد بن الزي هو رجل تعليم، يرجع الفضل في كل ما حققه في حياته المهنية والخاصة، بعد الله سبحانه وتعالى، لهذا البلد الذي رغم كل ما أعطاه لن يوفيه حقه.

   وأوضح أنه ما كان له أن يكون كذلك، لولا الناس الذين اشتغلوا معه، موجها التحية لنساء ورجال التعليم، أينما كانوا، الذين يعملون، ليل نهار، من أجل أبناء هذا الوطن، ومبرزا أن المغرب أرض معطاء، يستحق من جميع المغاربة كل التضحية، وأنه يحاول، ما أمكن، رفقة طاقم هذه الجهة أن يرد لهذا البلد شيئا مما أعطاه.

   ومن جهته، قدم السيد أحمد التويزي، رئيس مجلس الجهة، شهادة في حق المحتفى به، قال فيها إن هذا التكريم يعد مناسبة للحديث عن ابن بلدته، الذي يعرفه منذ حوالي ستين سنة، والذي يعتبر إنسانا

عصاميا، تدرج في عدة مناصب ومهام، حيث عمل أستاذا ومفتشا ومديرا مساعدا بالأكاديمية، ثم نائبا ومديرا للأكاديمية، ليصبح، بعد ذلك بحق، قيدوم مديري الأكاديميات.

   وأشار أن المحتفى به قام بمختلف هذه المحطات بعمل جيد، وكان دائما يتميز بقرب كبير وبساطة في التعامل مع الذين يعاشرونه ويعملون معه، مما مكنه من النجاح في جميع المهام الموكولة إليه، داعيا مديري الأكاديميات والنواب الجدد أن يقتدوا بهذا النموذج في التدبير والتعامل، الذي يعتبر خريج المدرسة العمومية، التي هي، الآن، موضوع نقاشات كبيرة جدا، والتي أعطت كبار الشخصيات لهذا الوطن.

      إلى ذلك، عرف هذا المهرجان تقديم وصلات غنائية من فن الملحون، مفعمة بالروح الوطنية، وتنظيم عدة أمسيات فنية، من بينها أمسية موسيقية كبرى، تجمع موسيقيين من مراكش ومدينة تولوز الفرنسية، وأمسية تراثية مغربية، من تنشيط مجموعة الحضرة الشفشاونية النسائية برئاسة الفنانة رحوم البقالي، ومجموعة ملتقى السلام من مدينة تولوز، بقيادة الفنان علي العلوي. واشتمل برنامج المهرجان، أيضا، على تنظيم معرض تشكيلي يعرف بمجموعة من رموز التأليف الموسيقي المغربي، الذين أثروا الخزانة الموسيقية والفنية، والذين ساهموا في الرقي بالأغنية الوطنية.

    كما تم عقد ندوة علمية تفاعلية حول القراءة الشعرية والنغمية لأغاني تخليد ملحمة المسيرة الخضراء، وتكريم الفنان المايسترو عبد العاطي آمنا، والاحتفاء بكل من الأستاذة الباحثة في الثقافة الشعبية  الدكتورة مالكة العاصمي، والفنان الشيخ ابريك وحيد، عازف آلة الكمان الألطو بجوق جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد .

   ويبقى أن نقول إن ما ميز دورة هذه السنة هو انفتاحها على المؤسسات التعليمية بالجهة، من خلال تنظيم مسابقة ثقافية لفائدة تلاميذ السنة الثانية للبكالوريا، في موضوع: “تنمية الحس الوطني لدى الناشئة”، إضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية على شكل “ماستر كلاس”، لفائدة أساتذة التربية الموسيقية، بحضور الملحنين العربي الكوكبي وعبد الله عصامي.

ويشار أنه قد حضر أمسية تكريم السيد مدير الأكاديمية، السادة نواب الوزارة بالجهة وممثلو المؤسسات الشريكة للمهرجان، وعدد من الفعاليات الثقافية والأطر التربوية والتلاميذ وأمهاتهم وآباؤهم وأولياؤهم على صعيد الجهة، إضافة إلى مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والجهوية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى